2015-10-10 

قاسم سليماني.. نجم الاحتراب الطائفي

بي بي سي

حتى وقت قريب، عندما كان يسير الجنرال قاسم سليماني في الشوارع، لم يكن يتعرف عليه معظم الإيرانيين، فقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، كان يعيش في ستار من السرية لإدارة العمليات السرية في الخارج، لتحقيق النجومية في إيران، بحسب وصف شبكة بي بي سي. ليس الإيرانيين فحسب هم من يعرفون الجنرال الإيراني، فالعرب أيضا صاروا يعرفونه، إذ يتواجد سليماني شخصيا وبشكل رسمي الحالي بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق، لقيادة ميليشيات عراقية وشيعية تحاول استعادة مدينة تكريت من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. ويخشى محللون عرب من تأجج الوضع الاحتراب الطائفي في العراق، كما هو الحال في سوريا، بفضل الجنرال وفيلق القدس. لم يعد التدخل الإيراني في النزاعات العراقية أو السورية سرا يذاع في تقارير صحفية، ففي سوريا المجاورة، ينسب إليه الفضل في وضع الاستراتيجية التي ساعدت الرئيس بشار الأسد في تحويل مسار المعركة ضد قوات المعارضة واستعادة مدن وبلدات رئيسية. ودائما ما تنفي إيران نشر قوات برية في سوريا والعراق، لكنها تقيم بين حين وآخر جنازات جماهيرية لقوات أمن و"مستشارين عسكريين" قتلوا في البلدين. وأولى الجنرال قاسم سليماني أهمية خاصة في حضور بعضا من تلك المراسم. ويقول تقريرا نشرته شبكا بي بي سي عن الجنرال الإيراني إن على مدار السنوات القليلة الماضية، أصبح دور الجنرال سليماني في شؤون ايران الخارجية أكثر علنية، بعد أن كان دوره يقتصر على توجيه المفاوضين الإيرانيين أثناء مفاوضاتهم مع الأمريكان الذين يناصبونهم العداء في العلن. أما في الحقيقة، وفي الخفاء أيضا، هناك تعاون إيراني أمريكي، سليماني يقوم فيه بدور كبير أيضا، ففي عام 2001، قدمت إيران معلومات استخباراتية إلى الولايات المتحدة لدعم عملياتها للإطاحة بحركة طالبان في أفغانستان، وفي عام 2007 أرسلت واشنطن وطهران مندوبين إلى بعداد لإجراء محادثات مباشرة بشأن تدهور الوضع الأمني هناك. فضلا عن العمليات العسكرية الموسعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق دفعت إلى التعاون غير المباشر بين البلدين. ومع ذلك فالجميع ليسوا سعداء بصعود الجنرال المذهل، كما تصف الشبكة، ففي ديسمبر عام 2014، وخلال حوار المنامة للأمن الإقليمي، نشب نقاش حاد بين المندوبين الكنديين والإيرانيين بشأن دور الجنرال قاسم سليماني. ووصف وزير الخارجية الكندي آنذاك، جون بيرد، سليماني بأنه "وكيل الإرهاب في المنطقة المتخفي في زي بطل" يحارب تنظيم الدولة الإسلامية. وصعّد المتحدث السابق باسم وفد التفاوض النووي الإيراني، حسن موسيان، من نبرة دفاعه، واتهم الوزير الكندي بـ "الاستمتاع بقضاء الوقت في القصور والفنادق الفارهة بينما خاطر الجنرال سليماني بحياته كي يواجه إرهابي تنظيم الدولة الإسلامية." وبدأت حملة داخل إيران بين المدونين المحافظين تطالبه بالانخراط في العمل السياسي. ووصف هؤلاء النشطاء سليماني بأكثر السياسيين في إيران إخلاصا وأقلهم فسادا، ودعوه إلى خلع بزته العسكرية وخوض انتخابات الرئاسة 2017. وأبدى النائب الأول للمتحدث باسم البرلمان الإيراني دعمه لسليماني. وقال محمد رضا باهنار منذ ثلاثة أشهر: "رؤيته السياسية ليست أقل من رؤية الزعيم الإيراني الأعلى أو حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان." لكن، ليس جميع الإيرانيين يشعرون بنفس الحماس، إذ أعرب بعض النشطاء السياسيين من إمكانية تولي قادة الحرس الثوري منصب رئاسة الجمهورية. وأشار هؤلاء النشطاء إلى مصر بعدما استعاد الحيش سيطرته على مقاليد الحكم، محذرين من أن الجنرال الذي يحارب الدولة الإسلامية الآن قد يتحول إلى "السيسي الإيراني".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه