رغم النجاح الذي حصده أوروبيا وعربيا الفيلم السعودي "بركة يقابل بركة" الذي أصبح مرشحا لجائزة أوسكار والذي ينافس سبعة أفلام أخرى من سوريا وتونس والمغرب والجزائر والكويت والأردن ومصر للفوز بإحدى ثلاث جوائز يقدمها برنامج آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إلا أن مخرج الفيلم محمود الصباغ يعتقد بأن "بركة يقابل بركة" فشل في تحقيق الهدف الذي أنتج من أجله.
وكالة رويترز نقلت عن مخرج الفيلم محمود الصباغ تأكيده في ندوة عقدت عقب عرض الفيلم في الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأنه لا يهتم في أن ينال فيلمه الأوسكار ولا بان يعرض في مهرجان برلين ولا تورونتو ولا القاهرة، مشددا على ان ما يعنيه أكثر هو تقديم قصة يؤمن بها وبأن تصل للناس، مضيفا بأن جائزته وطموحه هو بأن يعرض الفيلم في السعودية وهو ما حارب لأجله وفشل.
فشل يضيف الصباغ بأنه لن يثنيه عن العمل مؤكدا "إذا لم يعرض هذا الفيلم في السعودية فالفيلم القادم سيعرض في السعودية."
غير أن التحدي الذي أعلنه الصباغ لن يكون من السهل كسبه وتحقيقه، بالعودة إلى التحديات الاجتماعية و الصعوبات التي تعيشها السينما السعودية، حيث يستعرض فيلم بركة يقابل بركة المتناقضات في المجتمع السعودي سواء على مستوى الطبقات الاقتصادية أو على المستوى الاجتماعي بين جيل الأبناء وجيلي الآباء والأجداد، من خلال مقارنات على المستوى المحلي داخل السعودية بين السبعينات والثمانينات من القرن الماضي لإيضاح كيف كان المجتمع أكثر انفتاحا وقبولا للآخر وما طرأ على المجتمع من تغيرات في الحقب التالية.
وهي مقارنات يؤكد المخرج السعودي بأن تكشف عمق التحول والتغير الكبير الذي طرأ على المجتمع السعودي والذي جعل قصة الحب بين بطلي الفيلم الشاب بركة عرابي (هشام فقيه) الذي يعمل موظفا في البلدية ويهوى أيضا التمثيل و الفتاة بركة الحارث (فاطمة البنوي) صاحبة الشعبية الكبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، تواجه صعوبات كبيرة بسبب الضوابط المجتمعية.
وعن واقع المجتمع السعودي يتسأل الصباغ "في السبعينات كنا مجتمعا منفتحا.. مضيفات الطيران كن يرتدين ملابس قصيرة وأم كلثوم تظهر على شاشة التلفزيون. القانون الاجتماعي كان متسامحا فماذا حدث لنا كشعب؟ هذا هو ما يطرحه الفيلم."
وبقدرة الصعوبات التي واجهتها قصة الحب فب فيلم بركة يقابل بركة، تواجه السينما السعودية هي الأخرى تحديات كبيرة تلك التي تحدث عنها الصباغ حين أكد أن عدم وجود أي ملامح صناعة للسينما في المملكة تعد أحد أهم المعوقات بالاضافة الى عدم وجود كوادر معدة ومدربة وهو ما دفعه للاستعانة في فيلمه بمدير تصوير مصري هو فيكتور كريدي.
ناهيك عن الصعوبات الإدارية حيث إضطر الصباغ الى تصوير صورت فيلمه بتصريح مسلسل، مفهوم تصوير فيلم سينمائي لم يعمم بعد في المملكة.
إلى ذلك ورغم ما يعرضه الفيلم من صعوبات، وما تواجهه صناعة الفيلم في المملكة من تحديات، فقد رشحت السعودية رسميا فيلم (بركة يقابل بركة) لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وقد قبل الفيلم ضمن القائمة الأولية التي ضمت أكثر من 80 فيلما. ومن المنتظر إعلان القائمة المختصرة للترشيحات في شهر ديسمبر كانون الأول.