2016-11-20 

السعودية: أزمة مالية تعصف بالصحف الورقية ودعوات للتدخل الرسمي قبل فوات الأوان

من الرياض، أحمد سلامة

تواجه الصحافة الورقية في المملكة العربية السعودية أزمة مالية صعبة دفعت بعدد كبير منها إلى تسريح عدد من كوادرها وصحفييها لمواجهة شح المادة الإعلانية. وضع دفع عدد من الخبراء  وأهل الدار إلى دق ناقوس الخطر حول وضعية ومستقبل هذا القطاع لمساعدته على تجاوز الصعوبات التي يواجهها قبل فوات الأوان.

 

 

في ذات السياق دعا خالد المالك  رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية من خلال عدد من المقالات التي نشرها في صحيفة الجزيرة كل من وزارة الثقافة والإعلام و المؤسسات الصحفية الورقية للتعاون  في دراسة أبعاد المستقبل للمؤسسات الصحفية، وصياغة الآليات المناسبة للخروج من المشكلة بأقل الأضرار.

 


هذا و يشير  المالك إلى  ان الأساليب والحلول الظرفية التي لجأت إليها أغلب الصحف الورقية لمواجهة مشاكلها المالية بسبب تراجع و إنخفاص المادة الاعلانية، لن تساهم في حل المشكلة بل قد تعمقها أكثر، حيث يؤكد بأن تسريح بعض من الصحف الورقية  لعدد من صحفييها وإطاراتها الادارية وكذلك خفض عدد الصفحات و النسخ المطبوعات لن يكون مجديا ولن يساهم في حل الأزمة المالية التي تعيشها هذه الصحف بل أن هذه الاجراءات ستحد من جودة المادة الاعلامية المقدمة وشموليتها وستكون عائقا أمام وصول الصحف الورقية لقرائها وهو ما يضعها أمام إحتمال فقدان قرائها الاوفياء.

 

ويعود رئيس تحرير صحيفة الجزيرة  إلى أسباب هذه الازمة المالية، حيث يستبعد ما يذهب إليه البعض من أن منافسة الصحف والمواقع الإلكترونية ساهمت في  تغيير  الشركات الاعلانية لوجهتها  لهذه المؤسسات الحديثة، مؤكدا أن المواقع الالكترونية لم تصل الى اليوم إلى مستوى منافسة الصحف الورقية خاصة من حيث العدد ولا جودة المادة الاعلامية المقدمة  ، بالاضافة إلى أن عددا كبيرا من القراء لازالوا أوفياء في إستقائهم للمعلومة للصحف الورقية،  مشيرا إلى أن سبب الازمة هو أن الشركات الاعلانية قررت تخفيض الميزانية التي كانت ترصدها للاشهار والاعلان .

 


إلى ذلك دعا   المالك إلى ضرورة التفكير والتخطيط والعمل بجدية لوضع حلول جذرية حتى لا تموت الصحافة الورقية قبل أن تكون هناك صحافة إلكترونية ناضجة وقادرة على أن تكون بديلاً للصحافة الورقية في المملكة، و قبل أن  تصبح الصحافة في السعودية  في حالة غيبوبة تامة" لا يصلح مع مرضها مشرط الطبيب الجراح للمعالجة الناجحة" وفق تعبيره.

 


وفي ظل ما يصفه المالك  بالتعامل الغير الجدي من  المؤسسات الصحفية ووزارة الثقافة والإعلام  مع هذا الهم الكبير والمستقبل الغامض حيث لم تبحث لا الوزارة ولا المؤسسات الصحفية عن حلول فاعلة، وربما أنها لم تكلف نفسها التقصي لتتبع الأسباب، والتفكير بما ينبغي أن تواجه به المشكلة والتصدي لها في وقت مبكر، تبدو الحاجة ملحة لتدخل رسمي لإنقاذ الصحف الورقية من الازمة التي تعيشها  لاستعادة عافيتها وتأمين وصول مادة إعلامية مفيدة و ذات جودة ومصداقية للقارئ.
 

 

التعليقات
عبدالعزيز
2016-11-21

في المقام اول يأتي ترشيد المصروفات بخفض الرواتب وفي المقدمة رواتب رؤساء التحرير و الكتاب و المحررين و إلغاء النسخة الورقية التي تكلف طباعتها الكثير في رواتب العاملين و الورق و الأحبار و الصيانة و تحويل المطابع لمطابع تجارية .. الإكتفاء بالاصدار الالكتروني و تحسين المحتوى و السبق في نشر الخبر و تلبية ما يريده القاري في هذا العصر عبر قسم بحوث يدرس متطلبات و ميول القراء و عدد قراء العدد لجذب المعلنين .. اما أن تدعمها الدولة فأعتقد انه ولى زمن الدعم الحكومي لذا يجب التكيف مع أدوات العصر و من المفترض انهم قد توقعوا ما يحدث الآن و جهزوا الحلول له ..

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه