تناولت العديد من وسائل الاعلام معلومات خاطئة ومبالغ فيها عن سقوط ذقن القناع الذهبي للملك الصغير توت عنخ آمون. مراسل "سبوتنيك" في القاهرة تحدث إلى وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى الذي روى بالتفصيل القصة الحقيقية. مراسل: ما هي قصة سقوط ذقن القناع الذهبي؟ وفي أي حال كان القناع عندما فتحت المقبرة؟ الوزير: عندما اكتشفت مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922، كانت اللحية مخلخلة من القناع. وأثناء العمل انفصلت اللحية عنه، وبالتالي عرض في المتحف لمدة 20 سنة بدون لحية، منذ عام 1924 حتى عام 1944، ثم تم لصقها بمادة لصق تستخدم مع الآثار المعدنية منذ عام 1944 حتى أغسطس 2014 أي لمدة 70 سنة". "وفي أغسطس 2014، أثناء تغيير لمبة الإضاءة الخاصة بـ"فترينة" القناع بواسطة المتخصص، لوحظ تخلخل في اللحية وسقطت وهذا وارد. على الفور تم إنزال القناع إلى معمل الترميم، وتم لصق اللحية بمادة "الإيبوكسى" وهى مادة مسموح باستخدامها في ترميم الآثار المعدنية، وإن كان يوجد خلاف بين المدارس المختلفة للترميم في كيفية استخدامه. وعند استخدام المرمم لمادة "الإيبوكسي"، تم استخدامها بشكل زائد قليلا عن المطلوب، وهذا ما ظهر عند منطقة التحام اللحية بالقناع". "أوكد أنه لا يوجد أي تشويه أو تلون في القناع بالكامل، حيث أن الذهب لا يتأثر بمادة الإيبوكسى إطلاقا، ولذلك قمت باستدعاء البروفيسور الألمانى "إكمان" وهو من أشهر الأسماء العاملة في مجال ترميم الآثار المعدنية، الذي توصل إلى هذه النتائج التي توصلنا نحن إليها، ألا وهي أن القناع آمن، واللحية لم تكسر، ولا يوجد تغيير في الألوان. ولكن الترميم كان من الممكن أن يكون أفضل من هذا، ولذلك سنقوم ليس فقط بإزالة المادة الزائدة، ولكن أيضا مادة "الإيبوكسى" بالكامل. وسيعاد لصق اللحية من جديد بأسلوب علمي أفضل، وسوف نقرر أي مادة ستخدم في اللصق، حيث أنه حتى الآن لم نستقر على أي مادة سوف تستخدم". مراسل: كم عدد القطع الأثرية المسروقة في أعقاب أحداث 25 يناير 2011؟ وهل تم استرجاع الكمية كاملة؟ وماذا عن تأمين هذا المتحف وباقي المتاحف التي تقوم مصر ببنائها الآن؟ الوزير: "في أحداث 25 يناير 2011، وبالتحديد في 28 يناير، قد حدثت بعض التعديات على المتحف المصري وكسر بعض "الفاترينات" وسرقة 55 قطعة أثرية، البعض منهم من مجموعة الملك توت عنخ آمون، وتكسير بعض القطع الأخرى. وقد تم استرجاع 39 قطعة من هذه القطع والباقى للآسف لم يعود، وقد تم ترميم جميع القطع المسترجعة ومعروضة الآن بشكل متميز فى صالات العرض". "بالنسبة لتأمين المتحف، فكاميرات المراقبة تعمل بشكل كامل، ولكن يجب الإشارة الى أن فترة أحداث يناير 2011، كانت فترة لها ظروف مختلفة، ولكن الآن لا يمكن اختراق المتحف بأي شكل. بالنسبة للمتاحف الجديدة، سيكون لديها نظام تأمين أقوى من المتاحف الآخرى، حيث أن هذا النظام يبنى لها من البداية، أما في المتحف القديم النظام الأمنى يضاف إليها".