حملت زيارة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى السعودية معها لغطا وجدلا كبيرا، خاصة بعد تصريحاته المسيئة للمملكة التي وصفت بالغبية من طرف منتقديه في بريطانيا. غير أن هذا الجدل الذي لم يمس من قوة التحالف السعودي البريطاني بشهادة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لا ينفي بأن لجونسون نظرته الخاصة للشرق الاوسط.
صحيفة الغارديان البريطانية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه بأن زلات بوريس جونسون وهفواته في ما يتعلق بالسعودية ليست بالأولى،حيث اثارت تصريحاته وموقفة من إنضمام تركيا للاتحاد الاوروبي أيضا جدلا كبيرا، لكن ذلك قد لا يمنع من ان للرجل ورغم الانتقادات المتواصلة لاخطائه في بريطانيا، نظرة خاصة فيما يتعلق بالشرق الاوسط ربما تلخصها تأكيده على غياب قوة إقليمية تقود المنطقة.
وفي هذا السياق يضيف التقرير بأن جونسون يعتقد بأن الصراع المحتدم في الشرق الاوسط على أكثر من واجهة وفي اكثر من بلد يعود سببه الرئيسي إلى الحرب المستعرة بين العدوين الاقليميين السعودية وإيران وهو ما يظهر جليا اكثر في اليمن وفي سوريا.
هذا إضافة إلى إلى غياب قوة إقليمية تقود المنطقة وتفرض الإستقرار في كامل ربوعها، ذلك ان جونسون يعتقد بأن تواصل الإخفاقات في سوريا واليمن والعراق نتيجة لا تتحمل مسؤوليتها فقط دول المنطقة ولكن ايضا الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية ومنظومة الأمم المتحدة أيضا.
ففي سوريا مثلا يرى وزير الخارجية البريطاني أن تواصل المجازر البشعة في حق الشعب السوري هي نتيجة لحالة اليأس والفشل فلا أحد، على ما يبدو، وفق جونسون لديه القدرة والرؤية والدافع المعنوي لتخليص سوريا من الديكتاتور الدموي بشار الأسد. ولا أحد داخل أو خارج سوريا، على ما يبدو، لديه القدرة، أو يهتم بما فيه الكفاية، لفرض تسوية لإنهاء الحرب.
إلى ذلك تشير الصحيفة البريطانية إلى أن جونسون ورغم النظرة التي قد يحملها للشرق الأوسط وتقييمه للوضع وتحديده للمشاكل التي ادت إلى إستمرار الصراعات وغياب الاستقرار في المنطقة إلا أنه لم يقدم حلولا لإنهاء هذا الوضع.
ويختم التقرير بأن بريطانيا وجونسون يملكان الفرصة للعمل على إعادة الاستقرار إلى الشرق الاوسط من خلال العمل على إنهاء الصراع الاقليمي بين السعودية وإيران و توحيد الصفوف وتوجيه كل الجهود ضد التنظيمات الارهابية التي تنثر الخراب والفوضى في المنطقة و في كل العالم.