حققت القوى الأمنية السعودية نصراً جديداً في حربها ضد الإرهاب من خلال عملية أمنية نفذت فجر اليوم، أسفرت عن مقتل أثنين من المطلوبين للسلطات، بسبب تورطهم في عمليات إرهابية داخل أراضي المملكة.
وقالت مصادر "الرياض بوست" في العاصمة السعودية أن هذه العملية الأمنية بدأت في حدود الثانية صباحاً، حيث قامت القوى الأمنية بمحاصرة منزل في حي الياسمين، شمال الرياض، واستمرت العملية الأمنية عدة ساعات انتهت بمقتل المطلوبين.
وتم تحديد هوية القتيلين، أولهما مطلوب مهم على قائمة التسعة المتورطين في عملية تفجير مسجد قوات الطوارئ في مدينة خميس مشيط، طايع بن سالم الصيعري، والثاني كان طلال بن سمران الصاعدي.
وحسب بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء السعودية فإن "المطلوب الخطر" طايع بن سالم بن يسلم الصيعري متورط تصنيع أحزمة ناسفة نفذت بها عدد من الجرائم الإرهابية في المملكة، وعمل مع شريكه طلال بن سمران الصاعدي على تصنيع المواد المتفجرة من أحزمة وعبوات ناسفة.
وأشار البيان إلى أنهما "كانا يرتديان حزامين ناسفين كانا على وشك استخدامهما لولا عناية الله ثم سرعة تعامل رجال الأمن معهما مما حال دون ذلك، ونتج عن العملية مقتلهما وإصابة أحد رجال الأمن بإصابة طفيفة نقل على إثرها للمستشفى وحالته مستقرة فيما لم يَصْب أحد من الساكنين أو المارة بأي أَذًى".
وقال البيان أن طايع الصيعري يعد "خبيراً يعتمد عليه تنظيم "داعش" الإرهابي في تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة وتجهيز الانتحاريين بها وتدريبهم عليها لتنفيذ عملياتهم الإجرامية التي كان منها عملية استهداف المصلين بمسجد قوة الطوارئ بعسير والعمليتين اللتين جرى إحباطهما وكانت الأولى في المواقف التابعة لمستشفى سليمان فَقِيه فيما استهدفت الثانية بكل خسة ودناءة المسجد النبوي الشريف".
وكان اللافت في هذه العملية أنها كانت ضربة استباقية الأمر الذي يشير إلى ضعف الخلايا الإرهابية في المملكة، وقدرة رجال الأمن السعودي على ابطال التهديدات الإرهابية قبل حدوثها.
وحفل هاشتاق #مقتل_إرهابيين_بحي_الياسمين بعدد من التغريدات من قبل مواطنين سعوديين يشيدون بكفاءة رجال الأمن، ويتداولون صوراً لولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف مشيدين بدوره البارز في مكافحة الإرهاب.
كما تداول مقطع فيديو مصور من أحد المنازل لجزء من العملية الأمنية يظهر فيه رجل أمن وهو يشتبك مع أحد الإرهابيين ويرديه قتيلاً.
يذكر أن النجاح في إنهاء حملة التفجيرات التي قادها تنظيم القاعدة في المملكة بين عامي 2003 و 2006 نسب للأمير محمد بن نايف الذي عرف عنه أيضا إلمامه ومعرفته بالتنظيمات الارهابية وبقدرته على مجابهتها.
هذا ويعد الأمير محمد بن نايف صمام أمن المملكة فمنذ تعيينه مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بالمرتبة الممتازة ومن ثم بمرتبة وزير عام 1999 نجح في إنهاء خطر تنظيم القاعدة على السعودية بعد العمليات الدامية التي نفذها خلال الفترة بين عامي 2003 و2006 حيث قام بتجفيف منابع الفكر المتطرف وبمطاردة والقضاء على قادة وخلايا التنظيم في السعودية.
نجاح جعل الأمير محمد بن نايف مستهدفا حيث نجا في سبتمبر / أيلول 2009 من محاولة اغتيال نفذها انتحاري فجر نفسه بمجلسه في منزله بجدة، وقضى الانتحاري في العملية ولم يصب الأمير إلا بجروح طفيفة، ليؤكد الأمير بن نايف حينها بأن هذه العملية "لا تزيدنا إلا تصميما على استئصال الفئة الضالة كلها".