قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن الله منّ على هذه البلاد بشرف خدمة الحرمين الشريفين، وحرصت المملكة منذ نشأتها على القيام بواجبها ومسؤوليتها بما يخدم الإسلام، ويحقق تطلعات المسلمين في دوام الراحة والطمأنينة لهم في أداء مناسك الحج والعمرة بكل يسر وسهولة. وأضاف خادم الحرمين الشريفين في كلمة متلفزة مساء اليوم أنه قد وضع نصب عينيه مواصلة العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها تمسّكا بالشريعة الإسلامية وحفاظاً على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها وعملاً على مواصلة البناء وإكمال ما أسسه من سبقونا من ملوك هذه البلاد بالسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين. وأكد سلمان في كلمته على "إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى" فضلا عن حرصه على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية. ونوه خادم الحرمين على دور الإعلام قائلا "أن له دور كبير وفق تعاليم الدين الإسلامي في إتاحة الفرصة للتعبير عن الرأي وإيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع مبينا أن الواجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسببا في تقوية أواصر الوحدة الوطنية" وشدد سلمان على تأكيده على جميع المسؤولين وبخاصة مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بمضاعفة الجهود للتيسير على المواطنين، والعمل على توفير سبل الحياة الكريمة لهم. وجهنا بمراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، ويسهم في القضاء على الفساد ويحفظ المال العام ويضمن محاسبة المقصرين وأشار العاهل السعودي لارتفاع أسعار البترول خلال السنوات الماضية آثار إيجابية على اقتصاد البلاد في المشاريع التي تحققت قائلا "سوف نعمل على بناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة تتعدد فيه مصادر الدخل، وتنمو من خلاله المدخرات وإيجاد فرص العمل في القطاعين العام والخاص وتشجيع المؤسسات المتوسطة والصغيرة على النمو؛ ودعمها لتكوين قاعدة اقتصادية متينة لشريحة كبيرة من المجتمع" كما أكد على أن السنوات القادمة ستكون زاخرة بإنجازات مهمة؛ بهدف تعزيز دور القطاع الصناعي والقطاعات الخدمية في الاقتصاد الوطني. معتبر أن ما يمر به سوق البترول من انخفاض للأسعار، له تأثير على دخل المملكة، لكنه وعد بالسعى إلى الحد من تأثير ذلك على مسيرة التنمية، والاستمرار في عمليات استكشاف البترول والغاز والثروات الطبيعية الأخرى في المملكة. كما وعد خادم الحرمين بالعمل على تطوير أداء الخدمات الصحية بحيث تكون المراكز الصحية والمستشفيات المرجعية والمتخصصة في متناول الجميع حيثما كانوا، ووضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن. أما في مجال التعليم فقد وجه الملك سلمان بتطويره من خلال التكامل بين التعليم بشقيه العام والعالي بما يكفل أن تكون المخرجات متوافقة مع خطط التنمية وأكد بأن سياسة المملكة الخارجية ملتزمة على الدوام بتعاليم ديننا الحنيف الداعية للمحبة والسلام وفقاً لجملة من المبادئأهمها استمرار المملكة في الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية ، بما في ذلك احترام مبدأ السيادة ، ورفض أي محاولة للتدخل في شؤوننا الداخلية ، والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية بشتى الوسائل. وقال سلمان إننا سائرون إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي بتنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما. وأشار إلى اهتمام المملكة بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله ، أياً كانت مصادره ، والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية في مكافحة هذه الآفة البغيضة عبر اجتثاث جذورها ومسبباتها. وختم كلمته بالقول "أيها المواطنون والمواطنات مع شعوري بثقل الأمانة وعظم المسئولية فإنني اسأل الله تعالى أن يمدني بعونه وتوفيقه لتأدية هذه الأمانة على الوجه الذي يرضيه"