يُحكى أن الساخر العربي الاول والاشهر ( جحا ) كان لديه ( حصان ) ضعيفٌ هزيل وكان هذا الحصان قد عانا من خلع في كتفه والتواء وكسر في حافره وكان ( جحا ) يعاني منه كثيراً ..
وفي يومٍ من الايام هرب هذا الحصان ..
بحث عنه ( جحا ) حتى وجده وبعد أن وجده ذهب به الى السوق ليبيعه بعد أن يأس منه ..
وبعد أن دخل ( جحا ) الى السوق ذهب بحصانه الى اشهر ( الدلّالين ) وامهرهم وطلب منه بيع ( الحصان ) مقابل مكافأة مجزيه ..
وقف ( جحا ) واخذ ( الدلّال ) يمارس هوايته بالمبالغة في وصف الحصان واضفاء كل اصناف المديح عليه ..
وبعد أن سمع ( جحا ) من ( الدلّال ) كل تلك المواصفات اعجبه والحصان و( زان ) في عينيه فذهب الى ( الدلّال ) واشترى منه الحصان الذي هو في الاساس ملك له ودفع ( للدلّال ) المكافأة المجزية التي وعده بها ..
لاادري لماذا تذكرت تلك القصة الشهيرة التي سمعناها في صغرنا وأنا اشاهد ماوصل اليه حال ( نظام الاحتراف في الاندية السعودي ) في الوقت الحالي ..
فبعض الاندية تفرّط في لاعبيها بسهولة ثم تبدأ بالبحث عن كيفية استعادتهم من جديد ، وتدفع من اجل ذلك الكثير من الجهد والمال واحياناً دفع الغرامات والتعرض للعقوبات ..
كما انها تقوم من اجل ذلك بأرتكاب العديد من الاختراقات والمخالفات الصريحة للأنظمة وذلك من اجل عناد وتحدً غير مبرر بين الاندية لايستند على منظور احترافي بل هو تحدً وتنافس قائماً على ثقافة ( دقّ الخشوم ) بالمصطلح الشعبي السعودي الشهير والمتداول ..
وفي الفترة القريبة الماضية مرت التجربة الاحترافية السعودية في كرة القدم بعدة حوادث لاعلاقة لها بنظام الاحتراف ابداً ..
في البداية قصة اللاعب سعيد المولد والاهلي والاتحاد ..
سعيد المولد كان لاعباً اهلاوياً محترفاً وكان احد اعمدة المنتخب السعودي وقد سد هذا اللاعب ثغرة فنية عانا منها الاهلي كثيراً حتى قدومه ..
وتوقع الجميع أن تجديد عقده مسألة وقت فقط ..
ولكن الاهلي ترك اللاعب حتى انتهى عقده الاحترافي ووقع مع الاتحاد ..
وهنا ثارت ثائرة الاهلي وارتكب الكثير من المخالفات القانونية وصرف الكثير من المبالغ من اجل استعادة المولد الذي كان متاحاً لهم وبين ايديهم وبأقل الاسعار ..
وقد دفع اللاعب الثمن غالياً من جراء انقطاعه مدة طويلة عن ممارسة الكرة ومن ثم تم ( تهجيره ) للخارج وبعد ذلك انضم الى رائد بريدة قبل ان يعود لمقر النادي الاهلي في جده بعد ان خسر اللاعب الكثير من تألقه وخسر الاهلي الكثير من الاموال لرتق منطقة سعيد المولد ..
ومع ذلك لايزال هناك قضية مرفوعة من نادي الاتحاد ضد اللاعب في الاتحاد الدولي لم يُبت فيها حتى الآن ..
الحكاية الثانية حكاية محمد العويس ونادي الشباب ..
فقد كان العويس داخل اسوار الشباب وكان بالامكان التوقيع معه مبكراً وانهاء كل هذا الجدل الدائر منذ اشهر بين الشباب والعويس والاهلي ..
والقضية التي رفعها الشباب ضد اللاعب والنادي الاهلي لاتزال ايضاً منظورة لدى الاتحاد السعودي ولم يُبت فيها حتى الان ..
اما ثالثة الاثافي فهي ماحدث خلال الايام الماضية أو ماعرف بقضية ( الصملة ) و ( الصملة) مفردة شعبية تعني في الثقافة السعودية ( عدم التراجع مهما حصل ) ولكن ( الصملة ) عوض خميس ( تراجع ) مع سبق الاصرار والترصد عن توقيعه الرسمي والنظامي والقانوني وخالف كل ذالك وعاد ( للتوقيع او التجديد او التمديد ) مع فريقه ( السابق / اللاحق ) النصر لمدة ثلاث سنوات قادمة ، ضارباً بكل انظمة الاحتراف السعودية وكل الالتزامات والاعراف عرض الحائط بعد أن اخذ عقده ( كما تقول الرويات المتواترة ) والمفروض انه عقد ( سري ) بينه وبين الهلال وذهب به الى ناديه السابق النصر قائلا لهم : هذا عقدي ( السري ) الذي وقعته مع الهلال وأنا ( تراجعت ) عنه و ( هوّنت ) فأبحثوا لي عن مخرج وثغرة قانونية لنقضه .. ؟؟!!
وبعد دراسة العقد من قبل الكثير من المستشارين القانونيين النصراويين توصلوا الى انه ووفقاً للائحة الاحتراف السعودي سيتم ايقاف اللاعب وتغريمه ماليا ،ً وقد وافق ( الصملة ) على تحمل كل تلك العقوبات وذلك ( دون تراجع مهما حصل ) ولكنه اشترط الحصول على مستحقاته المتأخرة وتعويضه عن المبلغ الذي استلمه من الهلال ودفع الغرامة المالية نيابة عنه وكذلك التوقيع معه بالمبلغ الذي طلبه في البداية ورفضه النصر حينها ، مستغلا في ذلك ( شهوة ) النصر للأنتقام وأخذ الثار من الهلال في نفس القضية ..
وفي الاخير فاللاعب سيوقف والنصر دفع اكثر بكثير مما كان سيدفعه في البداية ..
اما الهلال فهو على وشك رفع قضية ضد اللاعب وضد نادي النصر ..