من المنتظر بأن يضع اللقاء الذي سيجمع الرئيس دونالد ترامب بنائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في البيت الابيض يوم الخميس، حجر الأساس لعلاقة الإدارة الأمريكية الجديدة مع أكبر مصدر للنفط في العالم وأكبر القوى الاقليمية في الشرق الأوسط .
كما من المنتظر وفق تقرير أوردته صحيفة الواشنطن بوست الامريكية والذي تولت الرياض بوست ترجمته عنها أن يكون هذا الإجتماع الأول لترامب مع مسؤول سعودي رفيع المستوى فرصة لعرض أهداف سياسة الرئيس الأمريكي الجديد في المنطقة إلى واحدة من أكثر الشخصيات نفوذا في المملكة العربية السعودية.
إلى ذلك يشير تقرير الصحيفة الأمريكية أن عزل إيران في المنطقة سيكون ضمن محاور الإجتماع في ظل التوافق السعودي الأمريكي على إعتبار طهران الراعي الاول للارهاب في الشرق الاوسط والسبب الرئيس في الفوضى التي تعم المنطقة من خلال تدخلها الغير مبرر في عدد من البلدان العربية على غرار سوريا ولبنان واليمن.
توافق يأتي على أنقاض الاتفاق النووي الذي وقعته ادارة اوباما مع إيران و هو ما يتضح أكثر من خلال إدراج إيران ضمن الدول التي منعت إدارة ترامب مواطنيها من دخول الولايات المتحدة بالاضافة إلى المكالمة الهاتفية بين ترامب والملك سلمان في يناير كانون الثاني، والتي إتفق فيها الجانبان على دعم مناطق آمنة في سوريا واليمن، وفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض.
في ذات السياق يعتقد فهد ناظر وهو مستشار سياسي للسفارة السعودية في واشنطن، ان على إدارة ترامب أن تقدر تاريخ العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية ودور المملكة في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط .
أما جيرالد فيرستاين، سفير الولايات المتحدة السابق لدى اليمن ومدير مركز شؤون الخليج في معهد الشرق الأوسط،فيؤكد أنه و في حين أن المزاج لا يزال متفائلا بين واشنطن والرياض، إلا أن هناك "بعض الاضواء الصفراء الوامضة، إن لم تكن حمراء" تلك المتعلقة ببعض المسائل التي تتباين فيها المواقف السعودية والأمريكية خاصة فيما يتعلق بثورة النفط الصخري الامريكي التي تهدد بإغراق السوق وسط المساعي السعودية لإحداث توازن بين العرض والطلب والترفيع في اسعار النفط..
كما قد يكون قانون جاستا عاملا آخرا يعرقل التوافق السعودي الأمريكي بالإضافة إلى التنسيق الأمريكي الروسي حول الوضع في سوريا في ظل تباين واضح في المواقف بين موسكو والرياض حول الأزمة السورية و إرتباط حلها ببقاء بشار الاسد من عدمه في السلطة.
مسائل خلافية لن تفسد للتوافق والود السعودي الأمريكي قضية خاصة في ظل توجه إدارة ترامب إلى التحالف مع المملكة في الحرب على الإرهاب وفي تطويق الخطر الايراني في منطقة الشرق الأوسط.