2120
«الحل السلمي الوحيد في اليمن هو الحل العسكري»، هذه العبارة لا تحمل تناقضاً بقدر ما تحمل توصيفاً دقيقاً للمشهد اليمني، هذا التوصيف يحمل المرار للشعب اليمني، الذي يمر بأزمة إنسانية خانقة، ولكن لم يترك أنصار صالح ونجله وكذلك الحوثيون أي خيارات أخرى للشعب اليمني أو للتحالف، سوى الحرب سبيلاً إلى سلم اليمن والمنطقة. الحوثيون، منذ أن قرروا السيطرة على عمران ومناطق شمالية عدة، وصولاً إلى احتلال صنعاء في
أعود إلى «يوم العار» الاميركي في 8/6/1967، ونحن في ذكراه الثامنة والأربعين، أولاً لتذكير من نسي من القراء بما حدث في ذلك اليوم، وثانياً لأن غالبية القراء من سن لا تذكر معها أحداث حرب حزيران (يونيو). كانت السفينة «ليبرتي» تجمع معلومات تجسسية وهي في المياه الدولية بين مصر وإسرائيل، وترفع العلم الأميركي بوضوح، ولم تكن تحمل من السلاح سوى مدفعين رشاشين. في الثانية بعد الظهر هاجمت طائرات حربية السفينة
كيف اقترع المواطن التركي في الساعات القليلة الفائتة؟ شأن يعود له، لا لأحد غيره. هذه أصول الديمقراطية، ففي نهاية المطاف القرار للناخب المؤهل للاقتراع، الذي يدفع ضرائبه، ويؤدي واجباته تجاه الدولة التركية، والذي عاش السنوات الماضية وسيعيش السنوات المقبلة تحت سلطة من سينتخبه متحملا مسؤولية خياره. لكن ما قرّره الأتراك أمس سيؤثر، بطريقة أو بأخرى، على جيرانهم في منطقة مأزومة ومهددة بالتقسيم والتفتت وأطم
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وبينما كان العالم لا يزال يترنح، شرعت الولايات المتحدة في بناء مؤسسة جديدة تُعنى بالسلام والرخاء. وكانت الأعمدة الثلاثة الرئيسية التي ارتكزت عليها تلك الاستراتيجية هي: القوة العسكرية الأميركية، ودعم تطلعات الشعوب الحرة، والإيمان بأن الأسواق الحرة المدعومة بالتجارة الحرة سوف تزيد رخاء الجميع. ونجح هذا النظام العالمي الجديد في تحقيق أهدافه إلى حد بعيد. وبعد خمسة عقو
كل جيل يكون «جيلاً جديدًا» في مرحلة ما، ثم يصبح «الجيل السابق» في مرحلة لاحقة. مسؤولية الجيل الجديد أن يحافظ على ما تسلّم، وأن يسعى إلى تطويره، ومسؤولية الجيل السابق أن يسلم ما قد ورث بكل أمانة وصون. عمالقة أوروبا في الستينات سلموا مقاديرها إلى الجيل التالي. رجال من طبقة نادرة وخبرة نادرة وصلوا إلى الحكم وأوروبا دمار.. وسلموها بناءً وكفاية. كونراد أديناور وشارل ديغول وهارولد ماكميلان. جاء ماكميلا
في أعقاب الهجوم الفاشل، والانتحاري، الذي أقدمت عليه قوة من الحرس الجمهوري اليمني على الحدود السعودية قبل أيام كتب الزميل الباحث، والكاتب، اليمني الدكتور محمد جميح على مدونته في «فيسبوك» ملاحظة مختصرة، ومهمة، تساءل فيها كيف تحالف الجيش، وبسبب المخلوع صالح، مع القتلة الحوثيين؟ يقول جميح بمدونته، وأنقلها هنا نظرا لأهميتها، واختلافها عن جلّ ما يطرح بالإعلام، إن «الزج بقوات النخبة في الجيش اليمني من د
كل الأطراف اليمنية المتقاتلة ليست مستعدة بعد للقبول بحل سياسي، وهذا يعني أن لقاءات مسقط، ولاحقا مفاوضات جنيف، وما يتخللها من لقاءات ثنائية في أنحاء المنطقة، لن تثمر كثيرا. حتى تكرار الهجوم على الحدود السعودية الجنوبية لم ولن يحقق شيئا للمتمردين. لا توجد هناك رغبة في التوافق على حل معقول، ولن يصل الفرقاء اليمنيون إلى الحل إلا في إحدى حالتين: انتصار عسكري جزئي، أو عجز عن الاستمرار. والذي يجعل التف
يقول المَثل: الناس أجناس. وقد وجدت أن بعضهم مرهف الإحساس وبعضهم بلا إحساس. أو هم بين تقي وشقي، أو واحد ابن أصل، وآخر بلا أصل أو فصل. ما سبق جعلني أجلس وأستعيد ذكرى زميل عملت معه في وكالة «رويترز» في بيروت وأنا طالب جامعي، فقد كان يقول لي محذراً: الناس أنجاس وليسوا مجرد أجناس. لا أعرف التجربة التي خاضها لينتهي بهذا الرأي، إلا أنني أذكر أنه كان عالي الثقافة، وليس من نوع يلقي الكلام على عواهنه.
لكل معركة عنوان، واليأس كان عنوان معركة صالح والحوثيين ضد المملكة، إن أكبر مهام اليائسين هو الانتحار وهو ماحدث، وبقدر ما تطلعنا "عملية اليأس الحوثية" يوم الجمعة الفائت على مدى انحدار الوضع النفسي لقوى الانقلاب، إلا أنها تكشف عن واقع مرير يعيشه اليمن واليمنيون التي لم يكتفِ "صالح" بتخريبها بعد عقود عجاف من حكمها بل لا مانع لديه من تقديم أبنائها قرابين في مهمة محكوم عليها بالفشل مسبقاً، لتفضح وتوضح
هناك من كان يدعي أن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين كان مجرد أداة في يد الثعلب وزير خارجيته طارق عزيز، وهناك من أكد أن عزيز لم يكن سوى موظف في بلاط الرئيس المهيب، الذي كان يعاني من جنون العظمة، ويعامل وزراءه كالخدم. أن يعمل شخص مثقف خريج أدب إنجليزي واسع الاطلاع مع ضابط بسيط الثقافة لنحو ربع قرن مليئة بالأحداث الخطيرة لغز محير. فقد اشتهر صدام بأنه واحد من أكثر القادة ارتكابا للأخطاء الغبية، ومع
وافق الحوثيون على الذهاب إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر الذي سينعقد في 14 من الشهر الجاري برعاية الأمم المتحدة، دون شروط مسبقة، بعد تراجع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن شرطَي انسحاب الحوثيين من الأراضي التي يسيطرون عليها وتسليم أسلحتهم قبل بدء المفاوضات. كان هذا التراجع كافياً لحضور الحوثي «دون شروط». الأمم المتحدة فشلت في عقد جولة أولى من المحادثات، كانت مقررة في 28 أيار (مايو) الماضي في جني
من أخطر الأدوات التي تفكك الروح الوطنية الواحدة، وتدمر الإنسان وتجعله وحشاً شرساً تنعكس شروره على المجتمع والوطن، هي تنشئته على الكراهية، حتى تسيطر على قلبه؛ لذلك أصبحت دائرة الكراهية هي الأوسع والأكثر سيطرة وتحكماً في طبيعة العلاقات عند البعض، فنجد كراهيةً حاضرةً وطاغيةً في النظرات، والحديث والانطباعات المرسومة عن الآخرين، بشكل جائر وخالٍ من أبسط معاني الإنصاف وحفظ اللسان عن توزيع الاتهامات، وتبد
يواجه نظام بشار الأسد في سوريا ما يصفه خبراء أميركيون بأكثر الضغوط قوة منذ بداية الصراع الذي دخل عامه الرابع. يضع هذا الضغط الجديد عددا من الخيارات الواضحة أمام الولايات المتحدة، وروسيا، وإيران، ودول جوار سوريا. ويرى مسؤول استخباراتي أميركي أنه «استنادا إلى التوجهات الحالية، فإنه قد آن أوان التفكير بشأن سوريا ما بعد الأسد». وحتى وقت قريب، كان المحللون الأميركيون يصفون الوضع هناك بأنه متجمد، غير
حدث يوم الأحد الماضي أمر لافت في العلاقات السعودية- المصرية. في ذلك اليوم نشرت صحف سعودية ومصرية تقارير متشابهة التقت على تأكيد معنى واحد، وهو أنه لا يوجد خلاف بين الرياض والقاهرة في ما يتعلق باليمن وسورية. على العكس، هناك تطابق في رؤى ومواقف البلدين تجاه قضايا المنطقة. هذا ما جاء في صحيفة «الحياة»، و «المصري اليوم»، و «الشرق الأوسط». صحيفة «الأهرام» المصرية انتظرت إلى اليوم التالي (الإثنين) لتنشر
لا تنتج الأمم المتحدة الحلول، لم تفعلها يوماً، خصوصاً في هذه البقعة المتفجّرة من الكوكب التي تُدعى العراق، ومع هذا فالمنظمة الدولية تحاول منذ شهور إعادة إحياء مبادرة للمصالحة الوطنية في العراق، فتجمع أوراق مطالب من السنة والشيعة والكرد، وتصنّف هذه المطالب على أمل عقد لقاء تسوية ما. الموظفون الأمميون الذين يكثّفون لقاءاتهم خلف الكواليس هذه الأيام، مع الأحزاب المختلفة ورجال دين وزعماء عشائر وبعثي
يُطرح في الدور والمجالس والمحافل اليوم سؤال ملهوف واحد: ماذا نستطيع أن نفعل؟ المتشائمون من أمثالي يقولون في الجواب، لقد تأخرنا طويلاً وكثيرًا. هذا سؤال كان على المؤسسات أن تطرحه منذ زمن بعيد. المؤسسات بجميع فروعها وطبقاتها ومسؤولياتها، لأنها من المفترض أن ترى أبعد مما نرى، أنت أو أنا. فأنت وأنا، أفراد نصرِّف شؤون النهار وقضايا العائلة ومتاعب اليوم، وتركنا لها أن تستشرف آفاقنا وتخطط لمستقبلنا وتحرس
أزور البحرين بانتظام منذ كنت أودع المراهقة، وأزعم أنني أعرف أهل الحكم فيها والمواطنين ولي أصدقاء كثيرون بينهم. منذ بدء المشكلات في 2011 لا أزور البحرين إلا وأجد الأوضاع أفضل منها في الزيارة السابقة، وقد زرت البحرين في الأشهر الأخيرة بعد قمة الدول المانحة للاجئين السوريين في الكويت، ولحضور سباق السيارات (الغران بري)، وقبل يومين لإعلان الفائز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية. كنت حضرت إعلان الجائزة الأو
تشهد الأراضي السورية عمليات جلب للآلاف من المقاتلين المرتزقة من العراق وأفغانستان وإيران للدفاع عن المجرم بشار الأسد، وهو الأمر الذي لم ينفه النظام. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر بالنظام الأسدي إقراره بوصول الآلاف من المقاتلين المرتزقة من العراقيين والإيرانيين إلى سوريا بهدف الدفاع عن دمشق وضواحيها بدرجة أولى. كما كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية أن مجرم دمشق يعتمد الآن على مرتزقة شيعة من أ
ما بين تقارير صحافية إيرانية بثّتها على وكالتها «مهر نيوز» وتلفزيونها «برس»، وتقارير وكالات يبدو أنها تستند إلى نفس المصادر، تتحدث عن قيام قوات التحالف بإغلاق بحري كامل على موانئ اليمن وقطع الطريق على كل سفن الأغذية والمياه وصهاريج مشتقات البترول، من المؤكد أن إيصال المساعدات لملايين اليمنيين المحتاجين ليس سهلاً، بل ليس ممكنًا في بعض الحالات، حيث تقع المعارك التي لا تخضع لقوانين الحرب الدولية، باس
انعقد مؤتمر جنيف أم لم ينعقد، بين أطراف الصراع اليمني، حضر الحوثي أم لم يحضر، كل هذا لا يغير من حقيقة قطعية، هي أن اليمن محكوم بقرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع. للتذكير، فإن مجلس الأمن الدولي، في 14 أبريل (نيسان) الماضي، أصدر قراره رقم 2216 الذي تقدم به العرب، بشأن اليمن تحت الفصل السابع، ونص على توسيع العقوبات ضد قادة الحوثيين، ومنهم عبد الملك، تتمثل بتجميد الحسابات ومنع السفر، وفرض الحظر عل