3200
عَشْرتان يا أبا بهاء مرّتا، واحدةٌ لك ولنا والثانية علينا ... ولم يتغيّر شيء إلا في الاتجاه الذي كنتَ تخشاه. سألوكَ لماذا مطار كبير يستوعب ملايين الزوار والمغادرين؟ فأجبتَ السائلين بأن البلد سيتغيّر نحو الأفضل بعد عشر سنوات "ويمكن كون عايش يمكن كون عند ربّ العالمين، بسّ صدقوني حيجي يوم تحسّو انو المطار هيدا ما رح يكفي". سألوكَ لماذا قصر مؤتمرات ودار اوبرا ومعارض وفنادق فاخرة بينها؟ فأجبتَ بأن ال
بوصفي مسؤولا في جهة إدارية لا وجود لها، تم تكليفي بالتعامل مع ملف زعبلّة. كانت المهمة سهلة، فقد كان جائعا والمطلوب مني أن أساعده في التخلص من الجوع. وبالكشف عليه اكتشفت أنه ليس جائعا فقط، هو جائع ومريض وفقير أيضا. رفعت الأمر للإدارة المعنية وطلبت أن نبدأ في علاجه من كل أمراضه في وقت واحد. لكن المراجع العليا طلبت أن نعالجه من الجوع فقط. قررت أن أبدأ معه بالسمك المشوي، غير أن رئيسي قال لي: «التزم ال
لا داعي لوجود حالة من التفاؤل المبكر حول أسعار النفط بعد عودتها إلى الارتفاع مرة أخرى حتى وصلت في المتوسط إلى 58 دولارا للبرميل. هذه بالطبع قفزة كبيرة إلى أعلى بعد قفزات أكبر إلى أسفل طوال الشهور الستة الماضية، لكن الحصافة تقتضي الحرص في هذه المرحلة. أولا، لأنه كان متوقعا التعرض لفترة من التذبذب في الأسعار بين الهبوط والصعود نتيجة عوامل وقتية، قبل أن تستقر عند اتجاه للصعود قبل نهاية العام. وثانيا،
في القمة الحكومية التي تعقد في مدينة دبي، واستقطبت نجوم السياسة وعلماء الإدارة من كل مكان، كان للتعليم حظ بالحديث عنه، وقرأت بعض ما قيل، وما اعترف به عدد من المتحدثين أنه سبب الأزمات، وفي الوقت نفسه إصلاحه هو مفتاح التطور الحقيقي للإنسان العربي. والتعليم الرديء، أسوأ من الأمية، لأنه يوهم بالقدرة وهو عاجز، ويصبح مصدرا لنشر الأمراض الاجتماعية، بما فيها العنف والتطرف، وسوء الممارسة، وتجهيل بيئة العا
شرت «الشرق الأوسط» يوم الأحد (8 فبراير/ شباط) صورة لزعيم حوثي يجلس على أريكة واسعة تضيق بضخامته، وقد وضع على وسطه خنجرا في زخرفة وارتفاع مباني صنعاء القديمة، وبسط ساعديه فوق جانبي المقعد العريض. في علم النفس شيء يسمّى «لغة الجسد»، لا أؤمن به كثيرا أو قليلا. الرئيس السوري الراحل نور الدين الأتاسي (توفي في السجن) طبيب جراح عُرف عنه إلمامه بالأمراض النفسية. وذات يوم دخل على عيادته صديق لنا وألقى بنفس
تصيبك نوبة من الضحك المر وأنت تقرأ نصائح ونقاشات للتوعية بترشيد استخدام الطاقة، جانب الطرافة في الموضوع الوصول إلى نقاط صغيرة هامشية، مثل فترة إحماء السيارة في الصباحات الباردة! طعم المرارة والتوصيف بالهامشية سببه انصراف الاهتمام بتنقيط مع التغاضي عن شلالات هادرة. محاولات تغيير سلوك استهلاك الطاقة نحو رشد وتعقل أمر رائع ويستحق المؤازرة، لكن القيمة هنا تتلاشى مع حال برود طويلة تجاه سلوك فساد متشبع
توقفتُ في بيروت وأنا في طريقي من لندن إلى دبي وسألتُ عن الأحوال وقيل لي لبنان «على حطة إيدك» وهي عبارة شعبية تعني أنه من دون تغيير، كما رأيته قبل ذلك. التناقضات الداخلية والأزمات في المنطقة تعني عدم وجود رئيس منذ 25/5/2014، وتعني أن توقُّع انتخاب رئيس غداً أو بعد غد تفاؤل لا مبرر له على أرض الواقع. رئيس الوزراء تمام سلام من خيرة الناس، أثق بوطنــيته وصدقه، إلا أن «إيد واحدة ما بتزقف (تصفّق)» كما
ما إن يستقر يقين أبناء هذه الأرض على انتمائهم إليها واستحقاقهم شرف هويتها العربية، حتى يخرج لهم، من حيث لا يتوقعون، من يجادلهم، عبر النقاش السياسى الملوث بنبرة طائفية، حول أصولهم وفروعهم، ويفرض عليهم أن يختاروا بين الهويات الدينية والسياسية التى تتداخل فيهم: هل انتماؤهم كيانى جغرافى، أم إنسانى تاريخى، أم مستقبلى مفتوح على العصر؟ هل اللبنانى فينيقى فعلا؟ وهل كان فى التاريخ وحده الفينيقى من أبناء ه
فى هذا المكان كتبت بالأمس أقول أن موسكو تنتظر إشارة من القاهرة تؤكد أنها جادة فى اقامة علاقات مستمرة ومميزة معها. الأجواء التى شهدتها بنفسى أمس داخل دار الأوبرا وخارجها تشير إلى أن موسكو تلقت الإشارة الايجابية من القاهرة. بدعوة كريمة من مؤسسة الرئاسة ذهبت إلى دار الأوبرا لحضور حفل استقبال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. فى المسافة من جريدة «الشروق» فى جاردن سيتى وحتى دار الأوبرا كانت صور الترحيب ب
حين يطالب عشرة آلاف شخص بالدخول إلى الاستاد عبر بوابة بعرض نصف متر، وصفها البعض بأنها أقرب إلى خرم إبرة، فذلك هو العبط بعينه، وحين يقال لنا ان وراء الهرج الذى ساد والضحايا الذين سقطوا مؤامرة لافساد زيادة الرئيس بوتين والتشويش على مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى. فإننا نصبح بإزاء نموذج نادر للاستغفال والاستعباط. أتحدث عن أصداء فاجعة مقتل أكثر من عشرين مواطنا مصريا أثناء محاولتهم مساء الأحد 8/2 الدخول إلى
(1) يوم الجمعة 6 فبراير الحالى نشرت المنابر والمواقع وثيقة الصلة بالأجهزة الأمنية المصرية معلومات مثيرة عن مشاركة بعض الضباط المفصولين فى العمليات الإرهابية التى شهدتها سيناء. فقد ذكرت «اليوم السابع» أن الأجهزة الأمنية تكثف جهودها للقبض على أهم ثلاثة من العناصر الإرهابية التى اتهمت بالاشتراك فى تنفيذ والتخطيط لعدد من أخطر العمليات الإرهابية، التى كان من بينها تفجيرات العريش الأخيرة وعملية كرم الق
«العلاقات السعودية - المصرية أكبر من محاولات تعكيرها، وموقفنا لن يتغير في الوقوف إلى جانب مصر وشعبها». هذه الكلمات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سجلت ضربة لمن اعتقدوا أن الكيد يمكن أن يجعل من الإشاعة حقيقة ثابتة تلغي علاقات وأدواراً واستراتيجيات، وقد عرفوا أن هذه الطرق العقيمة ليس لها وزن في نسيج أهداف بلدين هما ركيزة الأمة العربية وميزان ثبات أمنها ومستقبلها.. الخدعة الس
ــــ ١ ــــ يدفع المنتصر ثمن انتصاره. هل تطبّق القاعدة على انتصار الجناح السديري في آل سعود، أم ستنتقل المملكة إلى «كبسولة المحافظين» حتى تمرّ توابع «الربيع» في العالم العربي؟ الإجابات الجاهزة مريحة، خصوصاً عندما تتعقّد شبكات التمدّد السعودي في المنطقة، إلى درجة أربكت الإيقاع السياسي في دولتين، على وجه الخصوص، تعيشان الانتظار، مثل مصر ولبنان. مصر تعيش انتظار نجاح «مشروع المارشال» ولبنان ينتظر
غمرتنا الولايات المتحدة الأميركية بحنانها ودعمها، مستبقة الراعي التاريخي للكيان اللبناني ونظامه الفريد، فرنسا، في شحن السلاح، ولو بكميات متواضعة أو حتى رمزية، ومن مستودعات الأسلحة القديمة في قواعدها العسكرية في بعض أنحاء أوروبا، إلى الجيش (وبعض قوى الأمن الداخلي)... مع الحرص على إبلاغنا قرار دعم هذا الجيش الذي يخوض واحداً من أقسى الامتحانات في تاريخه، مما كشف النقص الفاضح لمواجهة عدو شرس كبعض التن
بتدعت السياسة اللبنانية شيئا سمّي، بكل بساطة، «الثلث المعطِّل» عندما اشترطت مجموعة 8 آذار لدخول أي حكومة، أن يكون لها عدد من الوزراء يكفي لنقض أي قرار لا تريده. إذن، هو ثلث لا يبني ولا يكمّل، بل يعطّل أو يفجّر الحكومة. ومعروف أن تشكيل أي حكومة بديلة في لبنان يستغرق شهورا بسبب الخلاف حول «الثلث المعطِّل». روسيا طاب لها هذا الدور في شؤون ومآسي العالم. إنها لا تستطيع أن تقدّم أو أن تفرض حلا في أوكرا
لا تخفّف الاستعادة التاريخيّة لأحداث العنف من الخراب والهمجيّة المتماديين اللذين يطالان منطقتنا، ومن الألم القاتل الذي يعصف بأفراد كما بجماعات تضافرت الشروط لهبوط الشقاء عليهم. كذلك لا تخفّف النقاشات المتواصلة حول العنف وتوزيع المسؤوليّات عنه، بين الحداثة والقدامة والاستعمارات والأنظمة والثقافات والأديان، من وطأة العنف هذا. وذلك لا يعني، بطبيعة الحال، أيّة استهانة بالمراجعات التاريخيّة أو بالنقاش
بضعة أسابيع تفصلنا عن المؤتمر الاقتصادى المرتقب والذى من المفترض انعقاده فى منتصف مارس القادم فى شرم الشيخ. وتعلق الحكومة الكثير من الآمال عليه حيث تتوقع جذب استثمارات أجنبية كبيرة تدفع عجلة النمو وتوفر العملة الصعبة للدفاع عن الجنيه. ومع البروباجندا الإعلامية، يعتقد الكثير من عوام الناس أن هذا المؤتمر هو الحد الفاصل بين حقبة الركود الاقتصادى وحقبة النمو والازدهار. لكن ما مدى واقعية هذا الرأى؟ قب
تصلح أن تدرس في الإعلام ما سميت بفضيحة تسريبات الرئاسة المصرية كنموذج على أفشل الحملات المطبوخة. وهي دليل على أن الإعلام مما ظن نفسه قويا لا يستطيع أن يؤثر أو يغير، طالما لا توجد عنده قضية، أو فاقد المصداقية. ولو أني لا أعرف خلفية التسريبات ودوافعها، لظننت أنها من إنتاج الرئاسة المصرية نفسها تحاول أن تقنعنا بسلامة نواياها وليس العكس. والقصة، لمن لم يسمع بها بعد، بدأت بحملة تهيئ الرأي العام العربي
كان متوقعاً أن يدين مجلس التعاون الخليجي «الانقلاب الذي ينسف العملية السياسية السلمية» في اليمن وأن يعتبره تصعيداً خطراً. ولم يكن غريباً أن يدعو بيانه مجلس الأمن إلى «وضع حد للانقلاب الذي سيدخل اليمن ومستقبل شعبه في نفق مظلم». وكان منتظراً أن تلوّح دول مجلس التعاون بأنها ستتخذ كل «الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها». التطورات اليمنية التي تنذر بحريق كبير تدور على حدود مجلس التعاون. ولأي حرب أهلية م
يتقدم المشروع الإيراني في المنطقة بخطى بطيئة لكنها واثقة وناجحة. في مقابل ذلك يبدو الجلوس في غرفة المراقبة والانتظار هو الخيار الوحيد امام الآخرين. آخر مراحل هذا التقدم نشهدها الآن في عاصمة عربية أخرى تسقط في يد هذا المشروع هي صنعاء، حيث استطاعت الجماعة الحوثية بعد حروب طويلة مع الدولة اليمنية وتفكيك بطىء للسلطة واختراق للمؤسسة العسكرية، ان تبسط، او تحاول ان تبسط يدها على البلد كله، من خلال ما ا