عندما يدُهس ويذبح شعب بأكمله!

محمد ناصر العطوان

كلمة الحق لم تترك لي صديقا في الديوانية، ومصاريف البيت لم تترك لي رصيدا في البنك، ورغم ذلك فأنا اليوم أكتب مقالا قد يجعل بعض القراء يتوقف عن قراءة ما أكتبه لأسباب نفسية وليس لأسباب تتعلق بالكتابة، ولكن يكفي أنني أحاول أن اسمو على خلافات سطحية ومهاترات هامشية.

 

عندما يقوم مواطن مصري بذبح كويتية وأمها (رحمهما الله) فإن العقلاء يطلقون على هذا الفعل (حادثا فرديا) حتى ولو أراد بعض العنصريين أن يجعلوا من كل المصريين قتلة. وعندما يدهس مواطن كويتي شابا مصريا (رحمه الله) في مشاجرة صبيانية يطلق على هذا أيضاً (حادثا فرديا) حتى ولو أراد بعض الحاقدين أن يجعلوا من كل الكويتيين قتلة.

 

لأن الحاضر والتاريخ يقولان إن ليس جميع المصريين مثل ذلك الذابح، وليس جميع الكويتيين هو ذلك الداهس. فلا ينبغي علينا أن نجعل من شعوبنا داهسة وذابحة من أجل إرضاء نزعات جاهلية، فكما قال الحكيم (لا يعمم إلا جاهل).

 

وصدقني عزيزي القارئ ليس لدي هنا أدنى رغبة في أن أبدو لك من أولئك الذين يمسكون العصا من الوسط، لأن عمنا ومولانا وأستاذنا جلال عامر - رحمه الله- قال ذات مرة (إن الذين يمسكون العصا من الوسط يريدون أن يرقصوا وليس أن يرفضوا).

 

وأنا لا أحب الرقص على المشاعر، بل إني أنحاز للكويت بخيرها وشرها تماما ًكما ينحاز المصري لبلده بخيرها وشرها، لكن يسوؤني أن أجد من الطرفين أناسا في وسائل التواصل وغيرها جمعت الجميع في سلة الداهسين وسلة الذابحين، ومارسوا (الردح) الشعبي بين بعضهم البعض بسبب أسباب نفسية لا علاقة لها بالحادثتين أصلاً.

 

فالذي يريد أن يقتل لا ينظر لجنسية المقتول، ولذلك فنحن عندما نرفض القتل والدهس والذبح نرفضه من أجل إنسانيتنا وليس من أجل وطنيتنا. ثم ان هناك أمرا آخر في غاية الأهمية، وهو أن حوادث القتل والدهس تحدث بين الكويتيين بعضهم بعضاً في مشاجرات أو غيرها،بل إن رجال وزارة الداخلية أنفسهم لم يسلموا من هذه الحوادث حيث دهس أحدهم منذ شهر أثناء تأدية عمله، وهناك حوادث قتل ودهس تحدث بين المصريين أنفسهم في نزاعات أو غيرها. فقل لي بالله عليك ما هو الفرق بين المدهوس والداهس في الحالة الأولى وبين المقتول والقاتل في الحالة الثانية؟

 

لا شيء، سوى أن البعض ينظر للأمور من زوايا أضيق من (خرم الإبرة) ثم يريد أن يخرم شعب بأكمله من أجل إدخاله في هذه الإبرة اللعينة.

 

وحتى لا أطيل في موضوع مثل هذا أقول (من مات فليرحمه الله، ومن أجرم فحسابه عند الله في السماء وعند وزارة الداخلية في الأرض).

 

وكما يقول لي أبي حفظه الله دائماً (لا تطولها وأهي قصيرة).

 

قصة قصيرة:

 

- موشي دايان: العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يطبقون.

 

- شارون: العرب يريدون الصلاة في المسجد الأقصى وهم لا يصلون في مسجد حارتهم.

 

- نتنياهو: العرب تجمعهم الطبلة وتفرقهم اللعبة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه