بعد عامين من إعلان خطة الإصلاح والتحول بدأ ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يكتسب ثقة ونفوذا أكبر في الوقت الذي بدأت فيه السعودية تجني أولى ثمار رؤية 2030.
صحيفة الواشنطن بوست أوردت في هذا السياق تقريرا للكاتب والباحث الامريكي David Ignatius ترجمته الرياض بوست أكد فيه بأن الامير الشاب يشدد على أن الشرط الأساسي للإصلاح هو الرغبة العامة في تغيير المجتمع التقليدي .
ويشير التقرير إلى أن هناك رغبة متزايدة في التغيير في المملكة حيث يؤكد عبد الله الحقيل رئيس مركز الرأي العام أن استطلاعا للرأي اجرته الحكومة السعودية مؤخرا اظهر ان 85٪ من السعوديين ، اذا أرغموا على الاختيار، سيؤيدون الحكومة بدلا من السلطات الدينية مضيفا أن 77 فى المائة من الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون خطة اصلاح الحكومة "رؤية 2030" وأن 82 فى المائة يفضلون العروض الموسيقية فى التجمعات العامة التى يحضرها رجال ونساء .
"ثقة تعطي مزيدا من الدعم للأمير محمد بن سلمان الذي أكد بأنه تم تخفيض العجز في الميزانية حيث ارتفعت الإيرادات غير النفطية بنسبة 46٪ من 2014 إلى 2016، ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 12٪ أخرى هذا العام مشيرا إلى إن البطالة والإسكان ما زالا يمثلان مشاكل، ومن غير المحتمل حدوث تحسن فى تلك المجالات حتى عامى 2019 و 2021.
غير أن أكبر تغيير اقتصادي وفق الباحث الامريكي هو خطة خصخصة نحو 5 في المئة من شركة أرامكو السعودية التي قال محمد بن سلمان أنها ستجري العام المقبل. ومن المحتمل أن يرفع هذا الاكتتاب العام مئات المليارات من الدولارات وأن يكون أكبر بيع من هذا القبيل في التاريخ المالي.
كما يسعى الأمير الشاب وفق التقرير إلى تحقيق أهدافا أكثر طموحا تلك المتعلقة بإنشاء صناعة أسلحة محلية، وتخفيض نحو 80 مليار دولار من نفقات شراء الأسلحة سنويا من الخارج و إنتاج سيارات في المملكة العربية السعودية للاستفادة من نحو 14 مليار دولار تنفقها الحكومة سنويا على السيارات المستوردة بالإضافة إلى خلق صناعات ترفيهية محلية وسياحية لتوفير 22 مليار دولار التي يدفعها السعوديون من أجل السفر إلى الخارج كل عام.
وتعد صناعة الترفيه وفق الكاتب الامريكي بديلا آخر للنفط في المملكة وقد بدأت التغييرات تظهر جليا حيث استضافت السعودية هذا الشهر فرقة أوركسترا يابانية في حفل مختلط من الرجال والنساء كما أقيم مهرجان كوميك كون في جدة مؤخرا في الوقت الذي تخطط فيه الحكومة لبناء منتزه ترفيهي ضخم جنوب الرياض.
في سياق متصل أكدت مايا العثل، وهي واحدة من عشرات الشباب السعوديين الذين يدعمون خطط الهيئة العامة للترفيه، أنها ترغب في جلب متحف الآيس كريم إلى المملكة ، مثلما وجدته في نيويورك.
فيما أوضح أحمد الخطيب،رئيس الهيئة العامة للترفيه، "نريد تغيير الثقافة" مضيفا بأنه يسعى إلى خلق ستة خيارات للترفيه العام في نهاية كل أسبوع للسعوديين بيد ان الهدف الاكبر هو "نشر السعادة" في السعودية.
ويعد الأمير محمد بن سلمان المحرك الأساسي لهذه الرؤية الطموحة حيث يؤكد "انا شاب 70٪ من مواطنينا هم من الشباب نحن لا نريد أن نضيع حياتنا في هذا دوامة ال 30 سنة الماضية نريد أن ننهي هذه الحقبة الآن نحن نريد، مثل الشعب السعودي، أن نستمتع بالأيام القادمة، وأن نركز على تنمية مجتمعنا ونطور أنفسنا كأفراد وعائلات، مع الإبقاء على ديننا وعاداتنا. ولن نستمر في أن نكون في مرحلة عام 1979 "تلك الفترة إنتهت".