تسير المملكة العربية السعودية التي أدمنت الإعتماد على عائدات النفط منذ عقود في إتجاه مستقبل يقطع تماما مع النفط من خلال تأسيس إقتصاد مستدام و متوازن.
صحيفة الواشنطن بوست أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست اكدت فيه أن نقطة التحول في السعودية كانت بإعلان نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر31 عاما خطة إصلاح إقتصادي تكون فيها المملكة عن النفط في عام 2030.
وتهدف الخطة التي أطلق عليها "رؤية 2030" دعم القطاع الخاص وتحسين قطاعات الصحة والتعليم وتقليص عجز الموازنة عن طريق خفض الإعانات وإدخال ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5 في المائة.
هذا بالإضافة إلى خطط بيع جزء من شركة أرامكو السعودية التي من المنتظر بأن يكون الإكتتاب العام الخاص بنحو 5 بالمئة من أسهمها الأضخم من نوعه عبر التاريخ.
من جهته يعتقد باسم سنايج، المستشار المالي الذي يدرس مقررات الاقتصاد في الشرق الأوسط في جامعتين فرنسيتين رئيسيتين: "كل شيء يتعلق بالاستقرار رؤية 2030 تبدو وكأنها مشروع إيجابي، أود أن أسميها الالتزام 2030." مضيفا "ارتفاع أسعار النفط على مدى عدد من السنوات سمحت للسعودية ببناء نظام للإنفاق وعندما انخفضت أسعار النفط بدأ جرس الخطر يدق بسرعة بقوة في المملكة."
إلى ذلك يهدف الأمير الشاب الذي يشرف على تطبيق الإصلاحات والرؤية في أن تكون المملكة قادرة على إدارة ميزانية متوازنة واقتصاد أكثر توازنا دون اللجوء إلى إيرادات النفط، والتي شكلت 72.5 في المئة من الإيرادات الحكومية في عام 2015.
من جهته أكد محمد الجدعان، وزير المالية السعودي "تأتي رؤية 2030 ردا على التحديات التي نواجهها مضيفا "نحن بحاجة إلى التوصل إلى شيء مختلف يضمن أننا نسعى إلى أن نكون بحلول عام 2030 مستقلين عن اعتمادنا الحالي على النفط.".
وتتميز خطة الرؤية 2030 بأهداف تشمل كل تفاصيل الحياة في السعودية وفق ما أكده ماجد بن عبد الله القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية حيث أكد الخطة تقوم على مضاعفة عدد السياح بما في ذلك الحجاج الى مكة من خلال بناء خط سكة حديدية جديدة بين مكة والمدينة وإنشاء مطار جديد.
كما كشفت السعودية مؤخرا عن خطط لبناء مدينة ترفيهية جديدة بحجم لاس فيجاس جنوب العاصمة الرياض. وستضم حديقة ملاهي سيكس فلاجس وحديقة سفاري، في محاولة للحصول على إبقاء أموال السعوديين المخصصة لقضاء العطلات في المملكة بدلا من الخارج.
كل ذلك في إنتظار ما ستثمره صفقة إكتتاب شركة أرامكو التي أسالت لعاب المستثمرين في أكبر الاقتصاديات العالمية حيث تؤكد سارة لاديسلو، مديرة برنامج الطاقة والأمن القومي في مركز الاستراتيجية والدولية: "أعتقد في الواقع أن القدرة على أن تكون مساهما في أصول النفط السعودية هي شيء جذاب جدا لكثير من الناس في صناعة الطاقة".
من جهته توقع الرئیس التنفیذي لشرکة أرامکو السعودیة أمین ناصر في كلمة ألقاھا في مرکز السیاسة العالمیة للطاقة في جامعة کولومبیا في 14 أبریل / نیسان، إنتعاشا في الأسعار علی المدى المتوسط. وقال إنه منذ عام 2014، تم تأجيل وإلغاء 1 تريليون دولار من استثمارات النفط والغاز، وأن حجم النفط التقليدي الذي اكتشف خلال السنوات الأربع الماضية هو نصف ما تم اكتشافه في السنوات الأربع الماضية.