2017-05-16 

باحثة إيطالية: مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية .."جنة" التائبين ومنقذهم

من برلين حازم الآغا

"ليس لدينا ما نخفيه، أبواب سجوننا مفتوحة" كان هذا شعار الترحيب بالزوار عند المدخل حيث يبدأ  برنامج مكافحة التطرف ويستمر في مركز إعادة التأهيل في السعودية .

 

هكذا بدأت الباحثة الإيطالية  سارة بروسكيفيج  تقريرها  عن زيارتها إلى  مركز محمد بن نايف للمناصحة  والرعاية الذي أوردته موقع معهد" The Italian Institute for International Political Studies "وترجمته عنها الرياض بوست.

 

وتذكر  بروسكيفيج "في مارس الماضي أتيحت لي الفرصة - وهو أمر نادر بالنسبة لباحثة غربية - للقيام برحلة بحثية في المملكة العربية السعودية نيابة عن مركز" المسبار" للدراسات والبحوث في دبي،" مضيفة "أثناء الرحلة، كان من الممكن مراقبة كيفية تعامل السعوديين مع الجرائم المتعلقة بالإرهاب في السجون وفي مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، الذي أنشأه الأمير بن نايف قبل أقل من خمسة عشر عاما بهدف إزالة التطرف وإعادة تأهيل الإرهابيين السابقين والأفراد المتهمين بجرائم متصلة بالإرهاب."

 

 

 وتضيف الباحثة بعد الهجمات التي وقعت في المملكة العربية السعودية عام 2003، عززت السعودية استراتيجية مكافحة الإرهاب الناعمة إلى جانب النهج الأمني، بهدف محاربة المبررات الأيديولوجية والدينية للمتطرفين.

 

 

 

 وتستند هذه الاستراتيجية إلى الوقاية وإعادة التأهيل والرعاية اللاحقة، حيث تلعب مرحلة إعادة التأهيل دورا رئيسيا في هذه الإستراتيجية .

 

 

 

 وتلاحظ  الباحثة من خلال زيارتها أن  البرنامج يعكس اليوم ما شاهدته في المركز حيث يقوم علماء النفس، والأطباء النفسيون، وخبراء الفقه الإسلامي، والأئمة بدور كبير في عملية إعادة التأهيل.

 

 

تنظ

يميا  بعد قضاء مدة العقوبة، يتم نقل الأفراد إلى مركز إعادة التأهيل، حيث من المفترض أن يكملوا العملية بمساعدة فريق من الخبراء الذين يقدمون تقييمهم ، في نهاية الإقامة، حول ما إذا كان يجب على النزيل الخروج أو إعادته إلى السجن.

 

وتشير الباحثة من خلال زيارتها أن عدد النزلاء في السجون  في الولايات القضائية الخمس للرياض والدمان وجدة والقاسم والمنطقة الجنوبية يبلغ  4،993 نزيلا فيما تتراوح أعمار  1054 بين 26 و 30 سنة، في حين تمثل معظم الحالات والجرائم المرتكبة أنشطة تتصل بالإرهاب وجرائم مخدرات وقتل .

 

 

 

 وترصد سارة بروسكيفيج  خلال زيارتها ما يتمتع به هذا المركز من تجهيزات حديثة حيث توجد داخل المنشأة مستشفى مجهز بالكامل ومجاني، وتتوفر جميع مستويات التعليم فيما يتم السماح لعدد من النزلاء سنويا بالخروج بعد استكمال عملية إعادة تأهيلهم.

 

كما ي

ضم  المركز  وفق الباحثة مكتبات واستوديوهات تسجيل، كمايتيح هذا المركز  إمكانية الزواج للسجناء وهو ما حدث ثلاث مرات منذ عام 2007.

 

 

 ويحق لجميع السجناء، رجالا ونساء، القيام بزيارتين زوجيتين في الشهر على الأقل في الغرف التي لا توجد فيها الكاميرات. وعلاوة على ذلك، يعمل كل يوم السجناء لمدة أربع ساعات في زراعة الخضروات التي  تمول المركز حيث تنقل الباحثة عن أحد النزلاء "الزراعة تساعد النزلاء على تطوير مهارات إدارة المشاريع والشعور الجديد بالانتماء إلى الأرض .

 

 

 

وتضيف الباحثة " كل وزارة تقريبا لديها مكتب دائم داخل السجون، والأهم من ذلك، تجدر الإشارة إلى وجود مكتب لحقوق الإنسان، الذي أعدته سلطات السجن على نطاق واسع لصالح مراقب غربي.

 

 

وبعد الإفراج عنهم، يتم نقل المحتجزين المتهمين بجرائم الإرهاب إلى مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية. وقد بدأ المشروع في عام 2004 بعد صدور مرسوم ملكي، حيث استضاف المركز حتى الآن 311 3 شخصا.

 

 

ويقوم فريق من المهنيين والباحثين في تخصصات متعددة مثل علم النفس وعلم الاجتماع والدراسات الإسلامية بتنظيم أعمال الاستشارة، وينقسم المركز إلى عدد من الإدارات التي تؤدي أنشطة مختلفة تتراوح بين الدراسات الشرعية والتاريخ، و الرياضة و التدريب المهني.

 

 

 

وتشير الباحثة في مركز "المسبار" للدراسات والبحوث  في تقييم ظروف السجن، سلط عدد من الباحثين الضوء على الامتيازات العديدة التي يتمتع بها النزلاء، حيث وصف  أحدهم مركز بن نايف بأنه "فنادق فاخرة للمعتقلين".

 

 

 

وتشير الباحثة من خلال ما شاهدته ولمسته من نتائج باهرة  أن البرنامج السعودي له ركائز قوية ومستوى جيد من الفعالية فوفقا للإحصاءات الرسمية، فإن نسبة النجاح تتراوح بين 80 و 90٪.

 

 

 

 

 وفيما يتعلق بأساسيات العمل ، هناك مجالان أساسيان لبرنامج المركز أولا، إعادة تفسير عميق للرسالة الإسلامية الرامية إلى معارضة المنظور الجهادي، الذي دفع الأفراد إلى قبول العنف أيديولوجيا وعمليا كوسيلة للتغيير و ثانيا، التطور المتزامن لما يسمى بالانتماء الوطني.

 

 

وتظهر إحدى الكتابات عند مدخل المرفق بشكل فعال الطريقة التي يستوعب بها نظام إعادة التأهيل المفاهيم الأساسية للخطاب الجهادي لخلق روايات بديلة فهي تحيي ذكرى ضباط الشرطة الذين لقوا حتفهم كشهداء لواجبهم ذلك  إن استخدام مصطلح الشهداء لضباط الشرطة ووضعه جنبا إلى جنب مع مفهوم الواجب بالمعنى الوطني يمثل تحديا أيديولوجيا للخطاب الجهادي الذي لا ينبغي الاستهانة به .

 

 

عمليا وكدليل على نجاح مقاربة السعودية في مكافحة الإرهاب فقد نجح العشرات من المعتقلين الذين أطلق سراحهم في تكوين شخصية متوزانة وبناء حياة جديد من خلال مشاريع تجارية أو من خلال كتابة صفحة جديدة من العمل و الإنتماء المخلص للمملكة. 

 

 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه