هَـبَّ الملك سيف الدين قطز لقتال المغول على تخوم القدس بعد أن أوشكوا على احتلاله في طريقهم لمصر يوم 25 رمضان في عام 658 هـ.
كان المغول وقتها قد هيأوا البيئة السياسية والعسكرية التي تمكنهم من الاندفاع نحو آخر معاقل المسلمين في إفريقياللقضاء عليهم حيث كانت أول النتائج أن سقطت بغداد معقل آخر خلفاء بني العباس وذلك في شهر صفر عام 656 هـ.
وكان من هذه التهيئة أن استمال هؤلاء القادمون من الشرقعلى مدار خمس سنوات قبلها زعامات المسلمين في الموصل والشام قبل سقوط بغداد، حيث تحالف المسلمون على المسلمين، ومن ذلك الناصر يوسف ملك دمشق الذي بلغت به الخيانة أن أرسل ابنه العزيز للانضمام إلى جيش المغول وقتال المستعصم بالله آخر خلفاء العباسيين، طمعا منه في التحالف مع المغول ليمنحوه بعضا من بقايا ملك بني العباس.
عاش المسلمون وقتها ضعفا وتآمرا وخذلانا غير مسبوق أدى لانتصار القائد التتري هولاكو الذي بدوره قتل كل من تعاون معه من المسلمين وآخرهم قتله للناصر يوسف في عام 658 هـ،حيث كان يكره الخائنين.
وجاءت معركة عين جالوت في عام 658 هـ بقيادة الملك سيف الدين قطز هِبَةً من الله لجميع المسلمين في إيقاف المد التتري قبل مشارف القدس بعدما تآمر العرب والعجم ليتم ضرب الفخار بالفخار، وانكمشت دولة المغول حينها إلى شرق الفرات.
اليوم هناك قادمون من الشرق "إيران" كما فعل المغول، لهم أذرع، ووساطات، ومناهج، وخناجر وأموال تمهد لهم، وغايتهم التوقف عند باب الكعبة والمسجد النبوي، ولكن روح وحزم عين جالوت لم تغادرا قط نفوس أصحاب السيف الأجرب، فكل من أراد العشاء بسوء في مكة، قد سُبِقَ بتناول الغداء في عقر داره، والأيام ستنبئ.
عبدالله بن سعد العمري
كاتب سياسي سعودي