بدأت أزمة شحنات الغاز القطري و تجارة السلع الأساسية تتعمق يوما بعد يوم منذ إعلان عدة دول عربية قطع علاقاتها مع الدوحة ومنع قطر من استخدام موانئها وحدودها الترابية والبحرية.
وكالة رويترز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن التجار أعربوا عن قلقهم من رفض حلفاء الرياض قبول شحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر، ومن حظر مصر نقل الشحنات القطرية من قناة السويس أثناء توجهها إلى أوروبا وخارجها، على الرغم من أن القاهرة ملزمة باتفاق دولي للسماح لها استخدام الممر المائي.
وقد قطعت السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين علاقاتها مع قطر وأغلقت مجالها الجوى امام الرحلات تجارية في أسوأ الأزمات بين الدول الخليجية والعربية منذ عقود.
قرار بدأت تداعياته تتوالى حيث أكدت وكالة الأسعار غلوبال بلاتس أنها لن تدرج قطر في مؤشر أسعارها في الشرق الأوسط.
وأشارت الوكالة إلى أن الناقلات تجمع عادة الشحنات القطرية مع النفط الخام من الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات وعمان قبل التوجه من الخليج مضيفة أن "القيود المفروضة على السفن التي تدخل الى قطر وما يرتبط بها من عدم اليقين يمكن ان تؤثر على القيمة المتأصلة في تحميل النفط الخام من قطر".
ومما يبعث على مزيد من القلق أن الواردات الغذائية المتوجهة إلى قطر ستتأثر بعد إغلاق المملكة العربية السعودية حدودها البرية مع الدوحة، مما أدى إلى تعطل آلاف الشاحنات التي تحمل الإمدادات فيما ذكرت مصادر مطلعة أن الامارات والسعودية خفضتا بالفعل صادرات السكر الابيض الى قطر.
ومع ذلك، قال مايرسك (MAERSKb.CO)، أكبر خط شحن الحاويات في العالم، أنها لم تعد قادرة على نقل البضائع داخل أو خارج قطر. وعادة ما يتم شحن الحاويات التي تحمل الأغذية والسلع الاستهلاكية الأخرى إلى قطر عبر ميناء جبل علي الإماراتي حيث أكد متحدث باسم خط "مايرسك "لدينا تأكيد بأننا لن نتمكن من نقل البضائع القطرية من وإلى جبل علي".
وفي سياق متصل تسابق القطريون على المتاجر لتخزين الأغذية حيث شهد يوم الثلاثاء نقصا في الدواجن الطازجة وبعض أنواع الحليب في محلات السوبر ماركت التي زارها مراسل رويترز.
ومع دخول الإجراءات العقابية حيز التنفيذ، لم تعد السفن القطرية قادرة على الإرساء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية كما كان يحدث سابقا ووفقا لبيانات الشحن على طومسون رويترز ، كان على نحو نصف دزينة من ناقلات النفط والكيماويات والغاز الطبيعي المسال مغادرة مياه الإمارات .
وأضافت المصادر ان الحظر المفروض على سفن النفط والغاز الطبيعي المسال في قطر في مرفأ الفجيرة في دولة الامارات العربية المتحدة زاد من الفوضى مما دفع الشاحنين الى العثور على نقاط جديدة للتزود بالوقود بتكلفة اضافية.
و تقع الفجيرة بالقرب من مضيق هرمز، التي تمر عبرها السفن في طريقها إلى العملاء في آسيا والولايات المتحدة وأوروبا، وتعد واحدة من أهم الموانئ في العالم لسوق الطاقة العالمي.
في ذات السياق أكدت مصادر تجارية أن الحظر الذي تفرضه دولة الامارات العربية المتحدة يوقف بشكل فعال شحنات الغاز الطبيعي المسال المنتجة في قطر الى دول الخليج خاصة بعد أن أبرمت شركة شل اتفاقا مع هيئة التموين بدبي لتقديم ما يصل إلى ثلاث شحنات غاز طبيعي مسال شهريا، والتي يتم الحصول عليها عادة من قطر.
وقال أحد تجار الغاز الطبيعي المسال"لا ينبغي أن يؤثر ذلك على السوق الفورية، بل ستحتاج شل ببساطة إلى الدخول في محفظتها العالمية وإيجاد الغاز الطبيعي المسال من أماكن أخرى لإرسالها إلى دبي."