حالة من الصمت المطبق خيمت على الحسابات المليونية لرموز سعوديين عرفوا بتعاطفهم مع تنظيم الإخوان المسلمين، بعد أن كانوا يتحدثون ويبدون آراءهم في كافة القضايا المروحة على الساحة محليا، وحتى القضايا التي تبعد عن المملكة آلاف الكيلو مترات.
ولا تفسير لهذا الصمت، الذي يمكن أن يشابه عنوان الفيلم الأوسكاري العظيم "صمت الحملان"، سوى أن حزبيتهم طغت على انتماءهم الوطني، أو خشية من كشف بعض الأوراق التي يحتفظ بها السياسيون في الدوحة، وليس أقلها شيكات الدعم التي تلقاها عدد من الشخصيات السعودية.
وهدد المستشار في الديوان الملكي معالي الأستاذ سعود القحطاني بكشف كافة القوائم المالية التي يتضح فيها مقدار الدعم القطري لشخصيات داخل المملكة، بهدف استمالتهم أو التأثير داخل المملكة لتنفيذ الأجندات الإخوانية وزعزعة الاستقرار الوطني.
وتعلم مصادر "الرياض بوست" أن توجيهات عليا صدرت بعدم التساهل مع جماعات الإسلام السياسي والمحرضين على الفكر المتطرف أو تشجيع الإرهاب.
وبالعودة إلى الصامتين فقد استغرب كثير من المراقبين ميل الثلاثي الشهير وهم الوعاظ سلمان العودة وناصر العمر ومحمد العريفي، إلى الصمت وعدم التعليق على الأزمة السعودية مع قطر، وتبيان مواقفهم منها، الأمر الذي يفتح بوابة الأسئلة على مصراعيها حول الأسرار الكامنة خلف هذا الصمت.
وعرف عن هذا الثلاثي زياراته المستمرة إلى الدوحة ودعم تنظيم الإخوان المسلمين، بل إن أحدهم ظهر وهو يستلم حقائب من مسؤولين قطريين لم يعرف ما الذي كانت تحتويه، سواء أكانت مبالغ مالية، أو مجرد كتيبات دعوية.
ودعا الواعظ المعروف ناصر العمر في تغريدة نشرها على حسابه إلى البعد عن الفتن في إشارة كما يبدو إلى الخلاف مع قطر، بينما ظهر الواعظ سلمان العودة في نشر مقاطع الطبخ الخاصة به. أما الواعظ المثير للجدل محمد العريفي فقد ظهر وهو يروج لأحد العطور.
ويزعم مراقبون أن هذا الصمت مرده إلى أن هؤلاء الوعاظ الثلاثة يعلمون أن مهاجمتهم لقطر ستكلفهم الكثير، ما يعني أن لدى الدوحة العديد من الأوراق ضد عدد من الشخصيات السعودية الأمر الذي يفسر صمتها الغريب.
وحاولت "الرياض بوست" الحصول على تعليق من الوعاظ الثلاثة إلا أنه لم يتسن لها ذلك.
ولم تستبعد مصاد مطلعة أن تبدأ المراجعة الشاملة لخريطة الريال القطري في المملكة وتأثيره منذ عام 2011 .