تواصل قطر صم أذانها عن مطالب جيرانها بضرورة وقف دعمها للإرهاب وإمتثالها لمبادئ حسن الجوار والأمن الخليجي والعربي وهو ما يجعل نتائج تواصل و تصاعد هذه الأزمة كارثية على قطر بوجه الخصوص وللمنطقة عموما.
صحيفة الهافينغتون بوست أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأنه لا خيار أمام قطر سوى الاستجابة لمطالب جيرانها لاحتواء نتائج الأزمة المتفاقمة لأن أي تدهور آخر ستكون له عواقب وخيمة على قطر وشعبها.
كما أن تأزم الوضع يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الصراعات النشطة في المنطقة العربية، مع ما يترتب على ذلك من آثار كارثية بالنسبة لشعوب هذه الدول وعلى القارة الأوروبية في مرحلة أخرى إذا أدى تأزم الأوضاع إلى تدفق جديد محتمل للاجئين وربما الإرهابيين من خلال ليبيا وسوريا على وجه الخصوص.
ويشير التقرير إلى أن التطورات المتفجرة والمذهلة للأزمة الخليجية هذا الأسبوع تجعل من الواضح أن احتواء الأزمة قد لا يكون ممكنا، وأن التغيير في سياسة قطر أصبح مطلبا ثابتا ليس فقط بالنسبة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى، ذلك أن الدوحة مطالبة بمراجعة علاقتها مع إيران و رعايتها لمشروع الإخوان المسلمين.
كما سيتعين على الدوحة أن تتخذ بعض القرارات المصيرية وبضمانات تقنع جيرانها لأن مصالح قطر تتطلب تخفيف خطابها وإظهار التزام أقوى بالاستقرار في الخليج و المنطقة العربية، كما تحتاج الدوحة بالفعل إلى تبديد الانطباع الطويل الأمد بأنها تلعب أدوارا خفية في الشرق الأوسط، وحتى أدوارا تخريبية في أكثر من مكان، بالنظر إلى أن هذه السمعة تعبر عن طموحات الدوحة ومصالحها.
من جانبها، يمكن للمملكة العربية السعودية أن تستأنف لعب دور الأخ الأكبر في المنطقة، إذا أعطت قطر مؤشرات إيجابية حول تراجعها عن سياستها لضمان عدم تأثير الأزمة في تماسك منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، و كذلك التحالف المناهض للإرهاب.
إلى ذلك تؤكد شبكة سى ان ان، نقلا عن مصادر استخباراتية، ان القراصنة الروس متورطون فى الهجوم السيبرانى على وكالة الانباء القطرية، فيما تؤكد مصادر عسكرية امريكية رفيعة المستوى ان ايران هي واحدة من خمس دول قادرة على تنظيم مثل هذه الهجمات الالكترونية المعقدة الى جانب الولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الشمالية.
ولتجنب الوقوع في الفخ الذي يستهدف العلاقات بين دول الخليج، من المهم أن تبدي جميع الأطراف بعض الحيطة وأن تتوخى اليقظة بشأن العواقب المترتبة على السماح للأزمة بأن تتحول إلى أزمة دائمة ، نظرا للضرر الذي قد يلحق بالاقتصاد الخليجي ، والأولويات السياسية والأمنية.
وفي إنتظار نتائج أكثر وضوحا للتحقيقات حول هوية القراصنة تؤكد الصحيفة بأن قطر مطالبة بالتعامل بكل جدية مع تحفظات جيرانها وعدم المواصلة في سياسة الهروب إلى الأمام، ذلك أن هذه الأزمة الخطيرة والوجودية ناجمة عن رؤية قطر للعلاقات مع إيران والحرس الثوري، وعلاقتها بالإخوان المسلمين في مصر وتوسعاتهم في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، و تورطها في دعم مجموعات في سوريا والعراق لها صلة بالإرهاب.
أما الطريق الأسلم والأقصر لإنهاء الأزمة الخطيرة وفق التقرير فسيكون إعلانا قطريا لخارطة طريق واضحة لرؤيتها وسياساتها من شأنها أن تساعد على إصلاح العلاقات مع دول الخليج العربي والولايات المتحدة و على إعادة الاستقرار الى المنطقة.