وإن تعددت أسباب الغضب السعودي والعربي من السياسة الخارجية القطرية فإن الخط التحريري لقناة الجزيرة وفتاوى يوسف القرضاوي تعد القطرات التي أفاضت كأس هذا الغضب المتنامي وأججت الأزمة الخليجية الراهنة.
صحيفة الفايناشنال تايمز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه بأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يجد نفسه و بعد سنوات من تسلمه السلطة في إختبار ثان أشد قسوة من ذاك الذي عايشه عام 2014 عندما سحبت عدة دول خليجية سفرائها من الدوحة إحتجاجا وتنديدا بسياسة قطر الخارجية ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين.
وتضيف الصحيفة بأنه ورغم أن قائمة التحفظات الخليجية والسعودية هذه المرة تشمل التقارب القطري مع إيران التي تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية عبر مليشياتها المسلحة إلا أن الخط التحريري لقناة الجزيرة ودعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين هي ذات الأسباب التي أدت إلى تصدع العلاقات الخليجية مع الدوحة للمرة الثانية في ثلاث سنوات.
ويشير التقرير إلى أن استمرار قناة الجزيرة القطرية في لعب دور المنصة الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين وفي استضافة المنشقين ودعاة الفوضى هو ما أجج الغضب السعودي والخليجي من الدوحة.
فقد واصلت الجزيرة ومن ورائها الحكومة القطرية دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، التي أطاح بها الجيش المصري من السلطة في عام 2013، لتجعل من برامجها ونشراتها الإخبارية صوتا للإخوان ولتتخذ من فتاوى الزعيم الروحي للجماعة يوسف القرضاوي خطا تحريريا هيمن على القناة لسنوات.
وفي ذات السياق تؤكد الصحيفة أن إستمرار الجزيرة في لعب دور المنصة الإعلامية الخاصة بالجماعة لم يغضب جيران قطر فقط بل حتى واشنطن وبقية العواصم الأوروبية التي انتقدت فتاوى الشيخ القرضاوي التي تبرر التفجيرات الانتحارية والتطرف.
ولا يعد دعم قطر للإخوان بالأمر المستحدث حيث تشير الصحيفة إلى أن والد الأمير الحالي حمد بن خليفة آل ثاني كان قد أجاب على مطالبته من قبل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في عام 2009، بوقف دعم حماس فرع الجماعة في فلسطين قائلا "يجب على المرء أن يركب تيار التاريخ".