يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن رحلته الأخيرة إلى السعودية حققت نجاحا كبيرا، وبأن الإجراءات التي اتخذتها المملكة وحلفاؤها الخليجيون لعزل ومعاقبة قطر هذا الأسبوع هي أول ثمار سياسته الجديدة، غير أن مستشارة أمريكية سابقة تعتقد بأن الولايات المتحدة خسرت دورا محوريا في أزمة قطر.
وكالة بلومبرغ أوردت في هذا السياق تقريرا لمستشارة الأمن القومي السابقة في العراق وأفغانستان ميغان سيلفان ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه سيلفان أن إختيار ترامب للمملكة العربية السعودية كأول وجهة لزيارته الخارجية الأولى خطوة جيدة لتعزيز الشراكة الثنائية التاريخية لأن المملكة ما زالت أقوى دولة في المنطقة، وتعد محورا رئيسيا في إستراتيجية واشنطن في المنطقة لكن هذه الخطوة كانت معزولة بسبب إنعدام التنسيق السعودي الامريكي .
يأتي ذلك بعد أن عانت العلاقات الثنائية بشكل كبير من ادارة باراك اوباما التى سعت الى وضع الولايات المتحدة كوسيط محايد فى الخلاف بين دول الخليج العربى وايران، وهو جعل السعوديين يشعرون على نحو متزايد بأن الولايات المتحدة لم تلتزم بتعهداتها تجاه الشرق الأوسط، لذلك فقدت المملكة الثقة في قدرة أمريكا أو رغبتها في العمل معها للتصدي للتحديات الإقليمية.
ورغم الغضب والإستياء السعودي من إدارة أوباما إلا ان المملكة كانت تنتظر أن تعيد واشنطن مراجعة علاقتها مع واشنطن وهو ما يفسر الترحيب السعودي بصعود ترامب إلى السلطة في ذات الوقت الذي بدأت فيه المملكة في تطبيق خطة إصلاح إقتصادي جذرية لانهاء إعتمادها على النفط وفق المستشارة الأمريكية.
وفي ذات السياق تؤكد سيلفان أن من مصلحة أمريكا أن تنجح المملكة في تنفيذ هذه الخطة لتكسب شريكا قويا يساعدها في مكافحة الإرهاب وفي فرض الاستقرار في المنطقة.
لذلك تسعى الولايات المتحدة الى إستعادة قنوات الاتصال والتنسيق الامني والعسكري والاقتصادي مع حليفها التاريخي بعد أن فقدته لسنوات فقد أكد اللواء لويد اوستن رئيس القيادة المركزية الامريكية أنه لم يبلغ عن نية السعودية في عام 2015 قيادة تحالف عربي وإسلامي لإعادة الشرعية في اليمن إلا قبل ساعة من بدء العملية.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، أعلنت الرياض تشكيل تحالف عسكري يضم 34 دولة من الدول الإسلامية لمحاربة الإرهاب، مما دفع وزير الدفاع آنذاك أشتون كارتر إلى القول إنه يتطلع إلى "معرفة المزيد حول ما كانت السعودية في ذهنه".
وفي ذات السياق تشير المستشارة الأمريكية أن قيام السعوديين جنبا إلى جنب مع الإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين وغيرها بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها مع قطر دون أي مشاورات حقيقية مع الولايات المتحدة أشعلت الأضواء الحمراء في واشنطن.
وفي سياق متصل تضيف سيلفان أنه وفي اطار اعادة تعزيز للعلاقات الامريكية السعودية، فإن على الدولتين العمل معا لوضع استراتيجية مشتركة لحث قطر على الابتعاد عن دعمها للجماعات الارهابية التى تزعزع استقرار المنطقة، مشيرة أن واشنطن تجد نفسها اليوم متأخرة في لعب دور حيوي في هذه الأزمة حيث كان بإمكان الولايات المتحدة أن تحقق ثقلها الاقتصادي، بمبيعات الأسلحة المرتقبة من خلال التأثير في موقف السعودية الأعضاء الآخرين في مجلس التعاون الخليجي في إتخاذ قرار التصعيد، كما كان بإمكان الولايات المتحدة أن تثير احتمال نقل قاعدتها الجوية والمقر الرئيسي للقيادة المركزية من قطر، بل وتهديدها بعقوبات لجعل الدوحة تنهي دعمها للإرهاب.
والأهم من ذلك، كان يمكن للولايات المتحدة أن تكون الوسيط المثالي بين قطر ودول الخليج الأخرى، حيث يملك وزير الخارجية الأمريكي والرئيس التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل علاقات شخصية وثيقة في الخليج العربي وخاصة قطر.
وبدلا من ذلك، تشير سيلفان أن الولايات المتحدة تجد نفسها على الهامش، في أزمة قطر بسبب إبتعاد واشنطن عن الرياض وعدم تفعيل قنوات التنسيق معها.
وتختم المستشارة الأمريكية بدعوة واشنطن إلى تعويض ما خسرته من دور محوري في المنطقة وخصوصا في أزمة قطر من خلال دعم الشراكة مع السعودية بالموافقة على مبيعات الأسلحة إلى المملكة، بالإضافة إلى ضرورة سعي إدارة ترامب لإقامة علاقة أوثق مع الرياض، لضمان تنسيق الجهود والمواقف حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط .