برزت أسماء من الجيل الجديد للقادة الخليجيين في خضم الأزمة الدبلوماسية الراهنة كفاعلين أساسيين في بلورة إستراتيجية جديدة من المنتظر أن ترسم ملامح مستقبل العلاقات الخليجية وموقفها من إيران.
موقع us news أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن الأزمة الخليجية أظهرت من جديد قوة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتأثيره في القرار الرسمي في المملكة وفي المنطقة حيث تشير الصحيفة إلى أن الأمير الشاب هو من كان وراء قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.
وهو ما تؤكده أيضا خبيرة شؤون الشرق الأوسط في شاثام هاوس جين كينينمونت التي أشارت إلى أن الأزمة الراهنة " أظهرت سمات الأمير محمد بن سلمان البارزة في العمل المفاجئ والمذهل" الذي إتخذه.
وهو القرار الذي عزز أهمية دور وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان كقائد قوي في المنطقة خاصة بعد قيادته للتحالف العسكري لإعادة الشرعية في اليمن .
قوة ولي ولي العهد السعودي كان لها صدى أيضا داخل المملكة حيث يشرف الأمير محمد بن سلمان على تنفيذ خطة إصلاح اقتصادي تهدف إلى إنهاء اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط وتعرف باسم رؤية السعودية 2030.
في ذات السياق يشير التقرير إلى أن بروز الأمير محمد بن سلمان في هذه الأزمة يتزامن أيضا مع بروز ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، حيث تتطابق مواقف القائدين في ضرورة التصدي لسياسة إيران في المنطقة وإنهاء الدعم القطري للجماعات الإرهابية.
ويشير التقرير إلى أن إعجاب الأمير محمد بن سلمان بنجاح إستراتيجية الإمارات في إنهاء اعتمادها على النفط هو ما قرب العلاقات بين ولي ولي العهد السعودي و ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
يشار إلى أن ولي عهد أبوظبي اتخذ منذ فترة طويلة خطا متقدما ضد قطر وإيران وهو الموقف الذي يتشارك فيه مع الأمير محمد بن سلمان الذي استبعد الشهر الماضي الحوار مع ايران وتعهد بحماية السعودية من ما وصفه بجهود طهران للسيطرة على العالم الاسلامي.
وفي الجهة الأخرى من الأزمة فشل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد حتى الآن في إزالة مصادر توجس جيرانه بعد أن نجح في عام 2014 بالخروج بالدوحة من أزمة مماثلة متعهدا بأن يميز نفسه عن والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وسياساته الخارجية.
لكن الشيخ تميم استمر في تبني مواقف أغضبت السعودية والإمارات خاصة من خلال دعم الحركات الإسلامية والتنظيمات الإرهابية مثل حركة طالبان الأفغانية وحركة حماس و جماعة الإخوان المسلمين.
ويبدو أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها على استعداد لاستخدام كل الوسائل لكبح جماح قطر وإنهاء دعمها للإرهاب والتطرف والتدخل في شؤون الدول العربية.
وفي ذات السياق يؤكد محللون أن الرياض وأبو ظبي غير راضين عما يعتبرونه استمرار تأثير الشيخ حمد في سياسة الدولة في قطر.