رأيته في معرض آيدكس الدولي في أبوظبي، لأول مرة في حياتي، شاب يرتدي بشتا أسود اللون، ذو لحية سوداء، ومعه مسؤولون رفيعو المستوى، يسأل عن كل ما يتعلق بسلاح كركال، الإماراتي الصنع، سؤال يتبعه سؤال، يريد معرفة كل التفاصيل.
عين تحدق بالسلاح بقوة، وأذن تنصت لكل المعلومات، يشكر المتحدث معه ويمضي يكمل جولته الاعتيادية، لأتساءل بيني وبين نفسي، يا ترى من يكون هذا الشخص الذي يحرص على معرفة الصغيرة قبل الكييرة ويهتم بتفاصيل صناعة عسكرية لدولة خليجية وهي دولة الإمارات ويترك باقي الدول المشاركة في المعرض.
أتى الجواب سريعا، إنه الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي في ذلك الوقت، وادركت حينها أن هذا الشاب الطموح لديه فكر ما، ولديه ما يستفيد منه مستقبل المنطقة خطط في رأسه يضعها ويريد تنفيذها للنهوض بالقطاع العسكري في المملكة العربية السعودية.
وبالفعل لم تمض سوى أشهر قليلة، حتى يعين وليا لولي العهد السعودي في ذلك الوقت، ثم يطل علينا من بوابة شاشة العربية في لقاء حصري مع الإعلامي القدير تركي الدخيل ويعلن عن خطة المملكة العربية السعودية 2030، وهي خطة اقتصادية تقوم على تفعيل كافة القطاعات في المملكة وتجاوز مرحلة الاعتماد على النفط، والعمل على انشاء شركات متخصصة في صناعة الاسلحة العسكرية حتى تكون المملكة العربية السعودية قادرة بالإعتماد على نفسها في الانتاج العسكري شريطة أن تكون ضمن خطة هادفة تنتج افضل أنواع القطع العسكرية شرط أن تكون الأيادي السعودية شريكة في هذا العمل، فالمملكة لديها المواطن السعودي هو ثروة الوطن الحقيقية وليس النفط.
الشاب السعودي والأمير الصغير في السن، صاحب الطموح الكبير والتحديات الكبيرة والرؤية الواضحة، يمشي بخطى ثابته ويسانده في ذلك كل أبناء الشعب السعودي، الشاب الأمير يعرف عنه حبه للعمل، وجديته في الحفاظ على مصالح البلد العليا، وقربه من الصغير وتقبيل يد الكبير سنا، كما أنه وفيّ لجيرانه يقف معهم في شدتهم ويستشير معهم في قضايا أمته العربية والإسلامية.
واليوم وبعد تعيينه وليا للعهد، اصبح الأمير الشاب يدرك ويعي أن الحمل أصبح كبيرا وأن الثقة وصلت إلى قمتها سواء من الملك وأفراد اسرته من آل سعود، أو من أبناء وبنات السعودية،
وعليه كلنا نقف خلفه ونبايعه ونجدد له العهد بالمضي معه نحو خدمة السعودية والمنطقة الخليجية والعربية والإسلامية.