بات من الواضح أن الأزمة الخليجية الراهنة ستكون أطول من الأزمة التي سبقتها، والتي استغرقت ثمانية أشهر لحلها في عام 2014، غير أن التحولات في السلطة في السعودية والبيت الأبيض توحي بأن صبر الرياض وواشنطن على إستمرار قطر في دعمها للإرهاب بدأ ينفذ، وبأن موعد دفع قطر ثمن تعنتها أصبح قريبا.
موقع global risk insights أورد في هذا السياق تقريرا للباحث والمحلل السياسي ليون أسلانوف ترجمته عنه الرياض بوست أكد أسلانوف فيه السعودية والإمارات شعرتا بالارتياح عندما تخلى الشيخ حمد بشكل غير متوقع لصالح ابنه تميم في عام 2013، حيث توقع جيران الدوحة أن يوقف الأمير الجديد دعم قطر لمجموعات مثل جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرونها تهديدا مباشرا لأمنهم الداخلي و لتنظيمات إرهابية أخرى.
ويضيف الباحث والمحلل السياسي بأن آمال وتوقعات جيران قطر خابت بما أن الأمير تميم حافظ على نهج والده وعزز علاقات قطر بالتنظيمات الارهابية، حيث تجاوز الدعم القطري جماعة الإخوان المسلمين، إذ حظيت حركة طالبان وحماس وحتى جماعات المتمردين المرتبطة بتنظيم القاعدة بملاذ آمن وتمويل موثوق به من قطر أو عبرها.
كما يضيف المحلل السياسي ان الدوحة عززت كثيرا علاقاتها بإيران التي تعتبرها دول الخليج تهديدا لأمنها القومي، وهو ما يبدو أنها القطرة التي أفاضت كأس الصبر لدى السعودية وحلفاءها خاصة بعد أن عقدت قطر صفقة رهائن في أبريل / نيسان، مع جماعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة ومسؤولين أمنيين إيرانيين ".
ويشدد أسلانوف أن إستمرار قطر في دعم الارهاب وتعزيز تعاونها مع إيران يصطدم هذه المرة بقبضة حديدية يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اللذان يتبادلان القلق من خطورة مواصلة الدوحة في نفس نهجها على الامن القومي الخليجي وكذلك استقرار المنطقة.
توافق الحليفين كان واضحا منذ استقبال ترامب لولي العهد السعودي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بأسابيع، وكذلك بزيارة ترامب للسعودية، التي شهدت إعلانا أمريكيا واضحا لتحالف إقليمي يستهدف تمويل ودعم الإرهاب في المنطقة يبدو بأنه كان موجها في إتجاه قطر وإيران في المقام الأول.
ويختم أسلانوف أكيد على أن عهد التسامح الأمريكي مع الدوحة بسبب إستضافتها لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط إنتهى ، وبأن جود جيل جديد أكثر صرامة في السلطة في السعودية والولايات المتحدة، سيكتب نهاية قصة إفلات قطر من جرائمها ودعمها للإرهاب.