سابقا كنا نشعر بالشفقة علي انفسنا ونحن نرى نتائج حماقات الجار القطري الذي يعيش خلف ظهورنا ويشاركنا الكيان السياسي والاقتصادي والمصير الواحد ، واليوم بعد عزل قطر وتحميلها مسؤولية تصرفاتها انقلب الحال واصبحنا نشعر بالشفقة علي قطر والقطرين من هذه السياسة المدمره.
تجسد ذلك من خلال حديث السيد عبدالله بن حمد العطيه عراب الغاز القطري ووزير الطاقة السابق لقناة روسيا اليوم قبل عدة ايام وهو يتفاخر بإعادة تشغيل منصة "جولدن باس" في ولاية تكساس الامريكية وتحويلها من منصة استقبال للغاز القطري الي منصة لتصدير الغاز الامريكي بقدرة ٢٠ طن سنويا اي بثلت قدرة الانتاج القطري .
وتكمن الشفقة علي تفاخر الدوحة بفشل استثمارها بأنشاء محطة جولدن باس بقيمة مليار دولار التي اغلقت في اليوم التالي بعد انتهاء اعمال الانشاء عام ٢٠١٠ م نتيجة لسوء قراءة ثورة الغاز الامريكي الصخري التي بدأت عام ٢٠٠٥م..
والنكته انه بدل من اعتراف الدوحة بفشلها وتقبل الخسائر بنقل المحطه لموقع اخر قامت بتحويل المنصة الي محطة تصدير للغاز الامريكي المتعطش لاخراج الغاز القطري من ما تبقي من زبائنه في شرق اسيا .
فالارباح القليله التي سوف تحصدها قطر من اعادة تشغيل المحطه يقابلها خسائر كبيره بدخول الغاز الامريكي لشرق اسيا وخروج الغاز القطري.
وهذا هو حال السياسة القطريه المثيره للشفقه والمضحكة بنفس الوقت فالدوحة تسيء قراءة الواقع الحالي المتمثل بهزيمة المنظمات الارهابية التي تدعمها في كل مكان ،وفقدان ثقة الشارع العربي بحيادية منصتها الاعلاميه التي سقطت سقوط حر في امريكيا.
وبدلا من الاعتراف بخسارتها والرجوع عن ذلك سلمت منصاتها الاعلامية وسياستها الخارجية الي من سوف يقضي علي ما تبقي لها من امل بالتصحيح وأعادة القاطره الي سكتها الصحيحة.
الازدهار الاقتصادي في قطر سابقا ما كان ليتم لولا وجودها ضمن الدول الخليجية المستقره والمحميه من الله اولا وثم بثقل المملكة العربيه السعودي السياسي والاقتصادي والعسكري .
وليس مهم لدي اليوم ان تعود قطر للصف الخليجي او لا تعود المهم هو ان تستمر سياسة الحزم الحاليه حتي لا يظهر لنا علي عبدالله صالح ثاني ولا صدام حسين ثاني ولا حمد ال ثاني اخر يستبز صمتنا وصبرنا علي مدي سنوات طويلة لتتضخم الازمة ويكبر الثمن لحلها.