نكتة الموسم: الروس جاؤوا لإنقاذنا !

وائل الحساوي

يقول المثل: «حدّث العاقل بما لا يعقل، فإن صدقك فلا عقل له» ما سر هذه الهستيريا التي تجتاح عالمنا اليوم وتسعى لإبادة شعوبنا، ثم يتم تغليفها بمسمى الدفاع عن حقوق الإنسان ومساعدة الدول المستضعفة؟!

 

روسيا هي أقبح وجه من وجوه الاستعمار الحديث، وأبشع نظام ديكتاتوري عرفته البشرية في العصر الحديث، وأكذب دولة مستعمرة، وكنت أظن بأن مواقفهم من النظام السوري الزائل هو موقف مصلحي بحت ولكن تبين بأنهم يكرهون السوريين ويعادون أهل السنّة الذين يمثلون 80 في المئة من تعداد السكان في سورية!!

 

لقد وقفوا موقفاً قبيحاً من الثورة السورية منذ قيامها وأمدوا نظام بشار الأسد بكل ما استطاعوا من سلاح ليدمر شعبه، وبعد أن تهاوى ذلك النظام المجرم تحت ضربات المقاتلين السوريين وأوشك على السقوط إلى غير رجعة، فإذا بذلك النظام الشيوعي المقيت يرسل أسلحته المتطورة وطائراته وجيوشه ليدك المدن السورية بلا رحمة ويقتل أهل السنّة بينما يدعي بأنه قد جاء لمحاربة «داعش»، وقد تمدد «داعش» منذ دخول الروس أيما تمدد وازداد احتلالاً للمدن السورية لأن روسيا لم تقم بأي عمل عسكري ضده!!

 

هذه صورة من الصور القبيحة التي نراها اليوم منذ التدخل الروسي في سورية، ولكن الصورة الأكثر قتامة هي أن روسيا قد بثت عملاءها وأبواقها في العالم لتقنع العالم بأنها إنما تريد أن تضع حلاً للمشكلة السورية، وعقدت المؤتمرات والندوات من أجل جمع الأطراف المتناقضة على طاولة واحدة من أجل إيجاد حل للمشكلة السورية - طبعاً باستثناء الائتلاف السوري صاحب القضية- وراح أبواقها ينتشرون في جميع وسائلنا الإعلامية لإقناع الناس بأن روسيا هي من سيحل المشكلة السورية بعد أن عجزت الولايات المتحدة الأميركية!!

 

لا أريد أن أتوسع في عرض تلك المأساة التي تدمي القلب وتصيبنا باليأس من واقعنا، لكنني أعتقد بأن دول الخليج والدول العربية تخطئ أيما خطأ بالسماح لأنفسنا بالانجرار وراء روسيا في تآمرها القذر على سورية والمشاركة في المؤتمرات والاجتماعات التي تدعو إليها، وقد كان الواجب هو اشتراط انسحاب الروس من سورية قبل أن يتم بحث أي موضوع يتعلق بسورية، بل والواجب هو أن تقاطع الدول العربية روسيا وتطردها من ديارنا، بل والواجب هو دعم المعارضة الروسية في الشيشان وتتارستان وغيرها من أجل تقويض ذلك النظام المجرم من الداخل!!

 

إن طأطأة رؤوسنا لأعدائنا الظاهرين والتقرب إليهم لن يزيدنا إلا ذلاً وهواناً، وسيزيد من جرأتهم علينا والطمع في بلادنا، وما يقوم به الروس والأميركان اليوم من تشاورات ومؤتمرات ما هو إلا «سايكس بيكو» جديد لتمزيق بلادنا، ولقد كان الواجب هو الاستفادة من التجربة الأفغانية وما فعله أولئك الأبطال من تمزيق لأكبر امبراطورية للشر في العالم باستخدام أسلحة بسيطة بعد التوكل على الله.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه