خطر على بالي السؤال التالي، ماذا لو كانت الإمارات بدل من قطر وتعرضت إلى المقاطعة من الدول المجاورة لها؟ هل ستقف عجلة التنمية عندها؟ هل ستستورد حكومتها حليب الحمير لشعبها كما فعلت قطر؟ هل ستستورد الخضروات الفواكة من اسرائيل كما فعلت قطر؟ هل ستذهب إلى إيران وتقف بجانبها كما تفعل قطر؟
الأجابة وجدتها في مزارع منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، حيث بين الكثيان الرملية حلت عدستي هناك تلتقط وتصور مزارع مواطني دولة الإمارات، التي إحداها تزرع أشجار النخيل بأصنافها المختلفة وبمساحات كبيرة، وبطرق علمية وبأساليب ريّ متطورة تعمل على توفير المياه، وتحت اشراف خبراء متخصصين في عِلّم الزراعة، بينما أخرى تزرع جميع اصناف الفواكه مثل الأناناس والبرتقال والموز والليمون والأرز وغيرها من المنتجات الزراعية الاستهلاكية.
هذه المحاصيل لم تجني ثمارها من فراغ، بل أنها استراتيجية وضعها مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة منذ خمسين عاما وها هي اليوم تحصد وتجني الثمار ومحاصيلها تغطي السوق المحلي بنسبة 16 في المائة، فيما يصدر جزء منها إلى الخارج في أوروبا وآسيا وأفريقيا وذلك حسب اكتفاء السوق المحلي من بعض المنتجات الزراعية مثل التمور وبعض الفواكة والخضروات.
إمارة أبوظبي اليوم على أرضها تتواجد حوالي 24 الف مزرعة أي ما يعادل 70% من إجمالي مزارع دولة الإمارات.
وتنتج محاصيلها ما يقارب 78 ألف طن من المنتجات الزراعية وفيما تنفق أبوظبي ما يتجاوز ثلاث مليارات درهم سنويا لدعم المزارعين. أرقام تؤكد أن الإمارات دولة غير مهتمه بالنفط، بل هي تعمل وفق استراتيجية واضحة تخدم استدامة الأمن الغذائي.
اليوم بفضل السياسة الحكيمة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تبقى الإمارات دولة فريدة في كل مقاييس الحياة ولا خوف عليها، لأن ابنائها هم من يزرعون أرضها ويجنون ثمارها، وشعبها مخلص ووفي ويعمل ليل نهار في شتى المجالات للنهوض بالبلد.
رحم الله والدي الشيخ زايد، وأطال الله في عمر والدي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.