2015-10-10 

حكمة السلطات الأردنية جنبتها نيران الربيع العربي

موقع قنطرة

فوجئ العالم مع بداية العام 2011 بموجة من الاحتجاجات تحولت الي ثورات في العالم العربي نجح بعضها في اسقاط الانظمة كما في تونس مصر وليبيا بينما كان بعضها الآخر قصيرة ولم تأت بعواقب تذكركما في الأردن. حيث خرجت احتجاجات في الأردن، خلال ما عرف بثورات الربيع العربي، إلا أنها لم تترك أي أثر في البلاد. وبحسب موقع قنطرة يرى الناشط الأردني تامر خورما أن تجنب النظام لاستخدام الرصاص كان من موانع تحول الاحتجاجات الأردنية إلى موجات ثورية . ويوضح خورما أنّ "الاحتجاجات في الأردن أخذت منذ البداية الطابع الاجتماعي الاقتصادي ولم يكن لها أي أهداف سياسية".

وأشار إلى أنّ "الغضب من الخصخصة والفساد كان من أهم الدوافع لخروج هذه الاحتجاجات، وخرجت بشكل مستمر في أيام الجمعة بقلب المدينة، لكن المتظاهرين لم يطالبوا بإسقاط النظام وإنما تظاهروا من أجل العدالة الاجتماعية والاعتراض على الفساد والخصخصة، وبعد فترة قصيرة بدأ الإخوان المسلمون في الظهور على الساحة، مطالبين بإصلاحات سياسية ولم يطالب هؤلاء أيضا بإسقاط النظام ولكن بالمشاركة في إدارة البلاد" ولفت إلى أنّ "رئيس الوزراء الأردني أعلن عن زيادة جديدة في الأسعار ما تسبب في احتجاجات عارمة في مختلف أنحاء البلاد، ولم يعد بوسع الأحزاب السياسية السيطرة على الموقف، وبدأت منظمات شبابية وقبلية في المطالبة بإسقاط النظام، وبدأ الأمر وكأن الثورة ستندلع في أي دقيقة، لكن الاحتجاجات استمرت لأسبوع واحد فقط" .

وأكد خورما أنّ "تعامل النظام بلياقة بالغة حال دون تحول الاحتجاجات إلى ثورة، مشيرًا إلى أنّ النظام لم يستخدم الرصاص ولا العنف الزائد وبالتالي لم يدفع المتظاهرين باتجاه التصعيد" أوضح أنّ تطورات الوضع في سوريا كان سبب في عدم تحويل الاحتجاجات إلى ثورة منوهًا أنّ وسائل الإعلام التي تتحكم فيها الدولة دأبت في الحديث بشكل مستمر عن المظاهرات التي تشهدها الدولة الجارة مع بث يومي لصور الضحايا، وتسبب هذا كله في اتسام الناس بالحذر، إذ لم يرغبوا في مواجهة نفس المصير.

وأضاف خورما أنّ الأردنيون استفادوا من موقف الاخوان في مصر حيث لم يف الإخوان بوعودهم وبالتالي ظل المصريون في مواجهة نفس المشكلات، زرعت كل هذه العناصر التشكك في نفوس الأردنيين، فالتجارب الثورية لم تنجح في سوريا ولا في مصر، فلماذا إذن قد تنجح في الأردن؟ وأشار إلى أنّ العاهل الاردني الملك عبدالله قطع الطريق على المعارضة، ففي خضم الاحتجاجات التي شهدتها مصر في يناير 2011، أعلن عن إصلاحات داخلية حذرة وأقال رئيس الوزراء المثير للجدل، سمير الرفاعي. ومن الأسباب التي يرها الناشط الأردني سبب في تحمل شعب الإصلاحات السياسية والاجتماعية في الوقت الراهن، ما يوجهه الاردن من مواجهة ضد "تنظيم "داعش"، مؤكدًا أنّ النشطاء قرروا التوقف في الوقت الراهن عن التظاهر ضد الحكومة، خوفا من أن يستغل المتطرفين هذه الفرصة، ويمد "داعش" جذوره في الأردن وهو أمر مفزع. وعن السيناريوهات المحتملة لمستقبل الاردن يتوقع خورما واحد من ثبلث احتمالات ألا وهي تزايد الغضب الشعبي بسبب الوضع الاقتصادي لدرجة يمكن أن تؤدي لاندلاع انتفاضة مسلحة، أما السيناريو الثاني فهو الانقلاب العسكري. ويتمثل السيناريو الثالث والذي أتمناه شخصيا، في أن يصل الملك لقناعة بضرورة حل المشكلات الاقتصادية أخيرا، فهذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ الأردن.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه