يبدو أن البصمة القطرية في دعم الارهاب وتمويله لا تعترف بزمان أو مكان حيث تؤكد عدد من التقارير أن هذا الدعم إمتد حتى القارة الافريقية إذ عملت الدوحة على توفير الدعم المالي واللوجيستي للارهابيين في مالي.
موقع Mali actu أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست، أكدت فيه أن عديد الدلائل والمؤشرات تؤكد تورط قطر في دعم الارهابيين في مالي.
و يشير التقرير أن الدوحة كانت تدعم لوجستيا وماليا الجماعات المسلحة الارهابية في مالي مثل أنصار الدين، و حركة MNLA الانفصالية، وحركة القاعدة في المغرب الإسلامي وجماعات إرهابية أخرى في غرب أفريقيا.
ويضيف التقرير أن قطر حاولت إقامة شراكة مع أمراء الإرهاب في افريقيا ومالي في الوقت الذي كان فيه الارهابيون في هذا البلد الافريقي يحاولون إنشاء دولة إسلامية في شمال مالي والسيطرة على ثروات الغاز والتعدين في المنطقة.
و قد مثل دعم قطر للارهابيين في مالي نقطة خلاف وصراع فرنسي قطري خلال فترة حكم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
ويضيف التقرير أن هولاند طالب شركة فيفندي الفرنسية بالحفاظ على حصتها 53٪ في شركة اتصالات المغرب في ظل إصرار قطر على السيطرة على هذه الشركة التي كان لها دور إستراتيجي في العملية العسكرية الفرنسية في مالي.
وكان الرئيس الفرنسي يخشى من فقدان الشركة التي تمثل أحد أجهزة الاستخبارات الفرنسية في مالي حيث تستغلها للتنصت على اتصالات الإرهابيين في منطقة الساحل الافريقي.
وتمتلك مجموعة المغربية حصة الأغلبية في كبار مشغلي الاتصالات في منطقة الساحل، بما في ذلك موريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر ولكن أساسا في مالي، وهو ما جعلها تلعب دورا استخباراتيا في العملية العسكرية الفرنسية خاصة وان شركة فيفندي الفرنسية تمتلك حصة كبيرة في هذه الشركة.
ويشير التقرير ان شركة فيفندي لم تصغ لتعليمات الايلزيه أمام العرض المغري من شركة اتصالات قطر (كيوتل).
وتجدر الإشارة إلى أن قطر قد نجحت بالفعل في شراء حصة في شركة الاتصالات المغربية من خلال الاستحواذ على 42.7٪ من أسهم في شركة كويتية، "الوطنية للاتصالات".
ويشتبه الاليزيه كثيرا في دعم قطر للجماعات الارهابية المسلحة، وتعريض العملية العسكرية الفرنسية للخطر من خلال السيطرة على شركة الاتصالات المغربية، وهو ما جعل العلاقات بين باريس والدوحة متوترة جدا في تلك الفترة.