تشير عددا من التقارير الاعلامية أن بورصتي لندن و نيويورك تنطلقان بحظوظ وافرة للفوز بإستضافة إكتتاب أرامكو، إلا أن هذه التقارير تغفل قدرة الصين وحاجتها الكبيرة للفوز بهذه الصفقة.
صحيفة فاينشنال تايمز أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست لنيك بالتير الاستاذ في كلية كينغز لندن و المستشار الأول لشركة كولر كابيتال، ولينتون كابيتال، وشركة كوربورات فالو أسوسياتس، الذي أكد أن المشتر الواضح لحصة أرامكو هو الصين، وذلك أساسا للأسباب عدة أهمها أن بكين في حاجة متزايدة للنفط حي تستورد أكثر من 8.5 مليون برميل من النفط يوميا، أي بزيادة قدرها 2.5 مليون برميل يوميا منذ عام 2014، حتى في وقت من النمو الاقتصادي المنخفض نسبيا.
كما دفع تراجع الإنتاج المحلي من حقول داتشينغ وشنغلي وصعوبة تطوير الموارد الأخرى، بكين إلى زيادة توريد النفط، خاصة من السعودية، في الوقت الذي تعد فيه الصين أكبر مستورد للنفط في العالم.
و يشير بالتير انه ولهذه الأسباب فإن الصين تعد أكثر المشترين المهتمين بشراء حصة من أسهم شركة أرامكو ، وذلك لتأمين جزء كبير من احتياجاتها النفطية، ولن يكون ذلك أبسط من أن تكون مساهما في أكبر مصدر للنفط في العالم.
كما يعد فوز بكين بصفة أرامكو عقد ذي فوائد طويلة الأجل بما أن ذلك، سيزيد من مشاركة أرامكو في قطاع التكرير المتنامي في الصين، وتعزيز الاستثمار المشترك القائم في فوجين، والمشروع المشترك الذي أعلن عنه مؤخرا والذي تبلغ قيمته 10 مليار دولار في بانجين في مقاطعة لياونينغ الشمالية.
ومع تنوع الاقتصاد الصيني من قاعدته الصناعية الثقيلة، فإن الحاجة إلى المزيد من البنزين والمنتجات النفطية الأخرى لا يمكن إلا أن تنمو .
و يختم المستشار بالتأكيد على أن السعودية تحتاج إلى شراكات أكثر فعالية واستقرارا مع الحلفاء الذين يمكنها الاعتماد عليهم، حيث تعد الصين أكثر الحلفاء المرشحين لتلبية هذه الحاجة، فرغم أن بكين لا تمتلك لها قوات في الشرق الأوسط لكن تملك نفوذا متزايدا و علافات تاريخية مع دول المنطقة، وهو ما يجعلها مرشحة لتعويض انعدام الثقة السعودية بحليفها الأمريكي، والتي تراكمت على مدى السنوات ال 60 الماضية.
ويؤكد بالتير أن التحالف الصيني السعودي سبني على المصلحة المشتركة ، فيما تمثل وأرامكو مكان جيد للبدء، وهو ما سيكون صفعة قوية لكل من لندن أو نيويورك.