أنتشرت جماعة الإخوان المسلمين بشكل كبير في العالم العربي تحت أسماء مختلفة ، وتعيش حالات من التقلب مابين جماعة إرهابية محظورة ، أو مشروعة ومشاركة في الحكم في دول أخرى.ووفقا لاستطلاع قامت به وكالة "الأناضول"، تصنف الإخوان جماعة "محظورة وإرهابية" فى 5 دول هي (سوريا - مصر- الإمارات - السعودية - عمان)، ومشروعة أو مسكوت عنها في 17 دولة أخرى هي (البحرين - فلسطين - الجزائر - الكويت - قطر - اليمن - ليبيا - لبنان - العراق - تونس - السودان - موريتانيا - المغرب - الصومال - جيبوتي - جزر القمر). فيما تشهد الجماعة في الأردن انشقاقا، بين جماعة أم، ومفصولين عنها، حصلوا على ترخيص باسم الجماعة من الحكومة. ويرصد الأستطلاع نشأة الجماعة في الدول العربية وتحت أي مسمى ونبذة مختصرة عنها ووضعها القانوني: وبدأت نشأة جماعة الإخوان المسلمين في مصر على يد مؤسسها حسن البنا عام 1928 م كجمعية أهلية تحت أسم جماعة الإخوان المسلمين. الوضع القانوني: تم حلها من جانب القضاء والسلطة الحاكمة 3 مرات في 1948 و1654 و2013، ورغم ذلك لا يزال لها تواجد في الشارع. و شاركت في انتخابات البرلمان 1984 و1987 و1995 و2000 و2005، و2010 فضلا عن خوضهم انتخابات المحليات عامي 1992 و2008. قبل ثورة 25 يناير 2011، نجحت الجماعة في حصد 88 مقعدا في برلمان 2005، وبعد الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك أسست حزب "الحرية والعدالة" الذى نجح في حصد أغلبية نسبية في برلمان 2012. و نجحت الجماعة الوصول للسلطة للرئاسة في 2012، محمد مرسي، ليكون أول رئيس مدني منتخب، قبل أن يخرج قطاع كبير من الشعب ضده، ليطيح به الجيش في 3 يوليو 2013.وأعلنتها الحكومة المصرية "جماعة إرهابية" في نوفمبر 2013، وحظرت أنشطتها. وعرفت الجماعة نفسها في سوريا على أنها جزء من الجماعة الأم ثلاثينيات القرن العشرين، وكانت تُعرّف باسم جماعة الإخوان المسلمين. و اصطدمت الجماعة مطلع السبعينيات مع نظام "البعث" الحاكم فى البلاد، وأصبحت محظورة، كما أصبح أعضاؤها مطلوبين لقوى الأمن السوري. و لا يوجد لها أي تواجد داخل الحكومة في ظل نظام البعث، ولكنها تتواجد بقوة في صفوف المعارضة وهيئاتها المختلفة. ونشأت جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين عام 1935 قبل أن تصدر بيانها الأول في 1946، على يد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عام 1987، كحركة تحرر وطني ضد إسرائيل. و لم تؤسس الحركة حزبا سياسيا، لكنها خاضت الانتخابات البرلمانية، وحصلت على أغلبية في انتخابات 2006 أهلتها لتشكيل الحكومة، ثم رفض الأحتلال الإسرائيلي الانتخابات لتخوض معارك مسلحة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وانتهت بسيطرة الحركة على قطاع غزة في يونيو 2007، في حين عززت حركة فتح من سيطرتها على الضفة الغربية. وفي الأردن أسست كجماعة دينية في عام 1945 بمبادرة من الحاج عبد اللطيف أبو قورة، وبالتنسيق آنذاك مع المرشد العام للجماعة في مصر حسن البنا. تحت مسمى "الإخوان المسلمين"، وحزب سياسي باسم "جبهة العمل الإسلامي". و شاركت منذ الخمسينيات في الانتخابات، وحصدت مقاعد في البرلمان حتى انتخابات عام 2007، بعدها قاطعت الانتخابات البرلمانية بسبب (قانون الصوت الواحد) الانتخابي، والذي اعتبرت الجماعة أن من شأنه تحجيم تمثيلها في البرلمان. و شاركت في بداية التسعينيات (1991) بخمسة وزراء، إلا أنها ليس لها وزراء في الحكومة الحالية. وشهدت الجماعة في 6 مارس 2015، إعلان قيادات "مفصولة" من عضويتها، تنصيب المراقب العام الأسبق للجماعة عبد المجيد ذنيبات "مراقباً عاماً" بعد ما قالت إنه "تصويب لوضعها القانوني" من قبل الحكومة الأردنية، رغم أن الأخيرة لم توجه دعوات علنية للجماعة لجهة إجبارها على الترخيص، وقد أعلنت وزارة التنمية الاجتماعية مؤخرا الموافقة على تسجيل "جماعة الإخوان المسلمين" كجمعية بموجب أحكام قانون الجمعيات. وبينما تقول قيادة الجماعة الحالية إنها تحمل ترخيصا قانونيا منذ عام 1953 كجماعة إسلامية عامة، تقول مصادر رسمية بالدولة إنه لا يوجد وفق القانون الأردني شيء اسمه "جماعة"، بل هناك جمعيات وأحزاب تنضوي تحت مفهوم مؤسسات المجتمع المدني. وتنقل الأناضول على لسان الأمين العام للتنظيم الدولي، إبراهيم منير يوم الإثنين الماضي، إن "المجموعة التي يترأسها الذنيبات، لم تستمع للنصيحة، وقطعت علاقتها بالجماعة"، معلنا أن الجماعة لا تعترف إلا بهمام سعيد مراقبا عاما للجماعة بالأردن، وهو ما رد عليه الذنيبات بأن "الجماعة (جماعة الإخوان الجديدة بالأردن) لا علاقة لها بأي تنظيم في الخارج، ولم تطلب الاعتراف من أحد". و بدأت في الحرين تحت مسمى "نادي الطلبة" عام 1941م، قبل أن تتحول إلى جمعية "الإصلاح"، ثم "المنبر الوطني الإسلامي". و تمكن "المنبر الوطني" من الفوز بسبعة مقاعد نيابية عام 2002، ومثلها في 2006 من ضمن 40 مقعدا، كما أن له عددا من الأعضاء في البرلمان الحالي. وتأسست الجماعة كتنظيم سري في الجزائر باسم "الموحدون".عام 1976 ثم حل التنظيم قبل أن يعود للعمل عام 1980 باسم "جماعة البليدة".وتنشط حاليا عدة أحزاب تنتمي فكريا لتنظيم لإخوان ولكنها غير مرتبطة عضويا به كحركة مجتمع السلم، وجبهة التغيير، وحركة البناء الوطني، وحركة النهضة، وحركة الإصلاح الوطني. وتنشط بالجزائر حاليا عدة أحزاب تنتمي فكريا للإخوان المسلمين، وهي حركة مجتمع السلم، جبهة التغيير، حركة البناء الوطني، حركة النهضة، حركة الإصلاح الوطني، وكلها تنشط في صفوف المعارضة الجزائرية حاليا. وتعد حركة مجتمع السلم التي أسسها الراحل محفوظ نحناح عام 1990 مع فتح التعددية الحزبية أكبر هذه الأحزاب، وشاركت في الحكومة الجزائرية منذ العام 1994 وإلى غاية 2012 تاريخ تحولها إلى المعارضة. وتنشط الحركة حاليا في البرلمان ضمن تكتل برلماني يسمى "الجزائر الخضراء" يضم حزبين إسلاميين آخرين إلى جانبها هما النهضة والإصلاح، ويضم هذا التحالف 47 نائبا برلمانيا من بين 462 عضو يضمهم المجلس الشعبي الوطني (البرلمان). تونس: تأسست في 1972 باسم "الجماعة الإسلامية"، ثم تحولت في 1981 إلى "حركة الاتجاه الإسلامي" ثم حولت اسمها إلى حركة "النهضة" سنة 1988، وتؤكد دوما على عدم تبعيتها تنظيميا للإخوان. و تعرضت قيادات الحركة إلى عدة محاكمات، وحظرتها السلطات الحاكمة فى البلاد قبل الثورة. و شاركت في انتخابات أبريل 1989 بقوائم مستقلة، وحصلت على 17%، كما شاركت في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) الأخيرة وفازت بـ(69 مقعدا) من أصل 217. قادت حركة النهضة ائتلافا حكوميا في ديسمبر 2011، قبل أن تقدم استقالتها فى يناير 2014 لتشكيل حكومة تكنوقراط. السعودية: لم يتشكل كيان يحمل اسم الإخوان، وإنما ظهر أفراد يعتنقون فكر الجماعة في أوائل الستينيات من القرن الماضي. و أدرجت السلطات السعودية في 7 مارس 2014 جماعة الإخوان المسلمين على قائمة "الجماعات الإرهابية". إلا أنه في فبراير 2015، نقلت الكاتبة الصحفية السعودية سمر المقرن في صحيفة "الجزيرة" السعودية عن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، قوله إنه لا توجد بين المملكة وجماعة الإخوان المسلمين أزمة، إلا من يطلقون على أنفسهم أن "في رقبتهم بيعة للمرشد". في السياق ذاته، قال عضو مجلس الشورى (البرلمان) السعودي السابق، والمقرب من العائلة المالكة السعودية، أحمد التويجري، في مقابلة تلفزيونية له مع قناة "روتانا خليجية"، إنه "من غير المعقول الإشارة إلى جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية". وقد توترت العلاقات بين النظام السعودي والإخوان خلال حرب الخليج الثانية. سلطنة عُمان: النشأة: تأسست في نهاية السبعينيات.أدينت قيادات الجماعة في 1994 بتكوين تنظيم سري مناهض للدولة، وصدرت أحكام بإعدام البعض وسجن آخرين.وأصدر السلطان قابوس بن سعيد في 1995 قرارا بالعفو عن القيادات، قبل أن تتحول لتيار فكري. الإمارات: تأسست في نهاية الستينيات.جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي. ، اتهمت في 1994 بدعم "الإرهاب في مصر"، وتم تجميد عمل الجمعية وحل مجالس إدارتها، كما تم اتهام قيادات محسوبة على الجماعة في 2012 بمحاولة الاستيلاء على الحكم، وصدرت ضدهم أحكام متفاوتة في 2013. قطر: تأسست مع سفر قيادات الجماعة من مصر في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي.و لم تؤسس جماعة بالشكل التنظيمي في البداية، قبل أن تبدأ في وقت لاحق في تشكيل تنظيم خاص بها فى البلاد، لكن سرعان ما أعلن عن حل ذاته في 1999 واندماج أفراده في مؤسسات المجتمع المدني القائمة، وتكوين تيار إسلامي نهضوي كبديل عن الشكل التنظيمي الهرمي المعتاد للجماعة. الكويت: النشأة: تأسست عام 1952 "الإرشاد الإسلامية" كجمعية دينية لا تتدخل في السياسة.ثم "جمعية الإصلاح"، قبل أن تشكل حركة سياسية باسم "الدستورية الإسلامية" (حدس).في 1991، وشاركت أكثر من مرة في البرلمان ومن ثم في الوزارة. اليمن: بدأت في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي.وتأسس حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، عام 1990، وفى حين ينفى دائما علاقته بتنظيم الإخوان، يؤكد مراقبون على وجود هذه العلاقة. نجح "تجمع الإصلاح" في الانتقال من المعارضة إلى السلطة بعد فوزه بأغلبية نيابية في الانتخابات البرلمانية منذ 1993 وحتى 2006، ويشارك التجمع الآن في الحكومة بـ4 مقاعد وزارية، وقد شارك أفراده بدور فاعل في الثورة التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح. ليبيا: تأسست كتنظيم سري عام 1968.و في 1973، ألقي القبض على قيادات الجماعة الذين خرجوا فيما بعد على شاشات التلفزيون ليعلنوا حل التنظيم وبقيت جماعة محظورة حتى سقوط الرئيس الراحل معمر القذافي، وأعلنت عن تشكيل حزب "العدالة والبناء". و لعبت دورا في الثورة الليبية التي أطاحت بالقذافي، كما حصل "العدالة والبناء" في انتخابات 2012 على 17 مقعدا بالبرلمان (من أصل 200)، و5 حقائب بالحكومة الانتقالية الليبية. لبنان: تأسست في 1964 وافتتحت مركزها العام. باسم الجماعة الإسلامية. ودأبت على المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وكان أبرز نجاحاتها في 1992، كما نشأ عنها جمعيات ومؤسسات متخصصة بمؤسسات تربوية وتعليمية. العراق: تأسست في 1949 كجمعية "الأخوة الإسلامية".و استمرت الجمعية إلى عام 1954 ثم أغلقت بعد ذلك، وأعادت الجماعة عمل الإخوان في داخل العراق بتنظيم سري في 1989. و يتمثل في ثلاثة أحزاب هي: "الحزب الإسلامي العراقي"، و"حزب العدالة التركماني العراقي"، و"الاتحاد الإسلامي الكردستاني". وتمكن الإخوان ضمن قائمة "التوافق العراقي" بحصد 44 مقعدا في مجلس النواب (البرلمان) العراقي الحالي من أصل 328 مقعدا. السودان: تأسست عام 1955." الجبهة الإسلامية القومية. ووصلت إلى السلطة عبر انقلاب عسكري في 1989 نفذه ضباط موالون لها في الجيش بقيادة الرئيس الحالي عمر البشير. وانشقت الحركة في 1999 بعد خلاف زعيمها التاريخي حسن الترابي مع الرئيس عمر البشير حيث ساند الثاني كثير من تلامذة الأول في صراعهما وبعدها أسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض. موريتانيا: نشأة عام 1978 تحت مسمى الجماعة الإسلامية ورفضت السلطة طلب تأسيس حزب سياسي للجماعة في 1991. وفي عام 2005 تمت الموافقة على إنشاء حزب الملتقى الديموقراطي (حمد) وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، وكلاهما محسوب فكريا على جماعة الإخوان. وفي 7 مارس 2014، أغلقت السلطات الموريتانية مركزين وفروع جمعية خيرية محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين في البلاد، دون أن يتضمن ذلك حظرا لها. المغرب: تأسست حركة الشبيبة الإسلامية التابع للإخوان عام 1969.و حصلت على ترخيص بالعمل كجمعية دينية تربوية بلا نشاط سياسي، واتهمت باغتيال الزعيم اليساري عمر بن جلون عام 1975 وتم التضييق عليها واعتقال العديد من أعضائها. ورفضت السلطات طلب تأسيسها لحزب سياسي، فعملت ضمن حزب قائم (الحركة الشعبية الدستورية الديموقراطية) والذى تغير اسمه إلى حزب "العدالة والتنمية" في 1998. وفى عام 2012، تم تكليف حزب "العدالة والتنمية" بتشكيل حكومة جديدة، إثر فوزه بالانتخابات التشريعية، وينفي الحزب علاقته تنظيميا بجماعة الإخوان. الصومال: تأسست حركة الإصلاح عام 1978.و لها 58 عضو في البرلمان الصومالي من أصل 275، ويتولى أعضاء منها مناصب وزارية. جيبوتي: تأسس الإخوان المسلمون عام 1932و شكلوا كأفراد مع أحزاب معارضة "التجمع الوطني"، وفازوا بنسبة كبيرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.