بالعادة عندما يلم بنا طارئ صحي عاجل مع عزوفنا عن ارتياد أغلب المستشفيات الخاصة وذلك نظراً لمبالغتها في التكاليف العلاجية مع اعتماد التضليل في بعض الأحيان!
بحيث يتم مطالبة المريض بإجراء فحوصات لا داعي لها حتى تنتفخ فاتورته! هذا غير الأخطاء الطبية القاتلة.
ومع يقينك بأن (أفضلها) مجرد خدمة فندقة خمس نجوم مقدمة لطبقة معينة من الناس.
ولكوننا من عامة المجتمع ومن الطبقات الكادحة ، فطبيعي أن تُوجه الإسعاف الى أقرب مستشفى حكومي لأن مخك ومخيخك في حالة تعطل فلا يتبادر لذهنك أي مساوئ قد سمعتها عن غالبية هذه المستشفيات من فظاظة وسوء تعامل من الكوادر واللامهنية في التنظيم المسببة للإزدحام!
هذا غير الأسلوب العلاجي والذي يكاد يكون موحد ومعتمد وهو التسكين (اي صرف مسكنات فقط). كل هذه القائمة لن تتبادر الى ذهنك فمايشغلك هو حالة مريضك الصحية الطارئة والعاجلة حتى تتفاجأ بما سيستقبلك (فعلا)من لا إنسانية وفوقية بعضاً ممن ينتسب للكوادر الصحية:
ابتداءً من التمريض والذي لايحسن بعضهم حتى اخراج ابرة المغذي منك لينزع روحك معها وكأنه عزرائيل لا ملاك رحمة!
الى فني الأشعة والذي يتعامل معك وكأن المستشفى ملك خاص له ويوزعك الى أقرب مقبرة لحجز قبر مريضك بقوله(الله يحسن خاتمتها مع ضحكات سخرية وإستهزاء) الى المدير المناوب الفوقي جداً والذي استعداه فني الأشعة على مرافق المريض قائلا:
(انت حرمة لاتعلي صوتك) وكأنه واعظ صحوي ..ترك عظائم الأمور ليهتم بسفاسفها! وصولاً الى الأمن الفظ من الجنسين
وجميعهم اتفقوا وبلا مبالاة لا تتقدموا بشكوى بل شكوتين!
وإن تقدمت بشكوى لإدارة المستشفى على اهانة شخصك و اللا إنسانية واللامهنية في التعاطي مع حالة مريضك، ستكون شكوتك مجرد امتصاص لغضبك فقط مع إعطائك وعود بالجملة بأنه سيتم الإتصال بك بالغد وأن شكوتك ستكون على مكتب مدير المستشفى وطبعا لم ولن يحدث لأن شكوتك الورقية قد تكون راقدة الآن في قعر سلة المهملات!
لهذا لا نستغرب تلك الهمجية ، الفوضى وعدم الإحترام وكأنها الأساس الذي تم اعتماده عند توظيف الكوادر لدرجة دهشتك في حالة وجدت تعامل إنساني من أحدهم فتبادر بالدعاء له من صميم قلبك وكأنك عجوز بالتسعينات!
والسؤال هنا هل يتم تدريب الكوادر الطبية بمختلف فئاتها على كيفية التعامل مع المرضى (إنسانيا) دون تفرقة بين مواطن ومقيم
وبين ثري وفقير!?
أم الحبل متروك على الغارب وكأن مرتادي المستشفيات الحكومية مجرد هوامش وأعداد زائدة لا حق لهم بالعلاج المجاني او قد يكون لاحق لهم بالعيش أصلا فيتم ترحيلهم للمقابر وهم أحياء!
ألهذا يتم التعامل مع المريض كشحاذ على باب الموظف!
فتأتي كمريض تشكو من علة فتخرج منها وأنت تشكو علتين بارتفاع سكرك والضغط!
ولهذا إني أدعو وزير الصحة والذي لا نغفل اجتهاده وجديته في تطوير القطاع مشكوراً الى إرسال أقرب أقربائه للمستشفيات الحكومية مع التشديد على عدم الإفصاح عن قرابته للوزير، حتى يستمع الى كمية المهازل التي ستروى على مسامعه من عدم إحترام للمريض وآدميته واللامهنية في علاجه!
مع التشديد على أن لايظهر على المرسول أي مظهر من مظاهر الثراء ولا حتى الغنى فيتم التعامل معه برُقي وفقاً للمظهر!
ياوزيرنا نتمنى أن تأخذ بعين الإعتبار عند توطين الكوادر(مع التشديد والإشراف المباشر منك) ضمان إجتيازهم لدورات مكثفة في كيفية التعامل مع الجمهور وتفعيل مبدأ الإنسانية المفقودة لدى البعض منهم، حتى يرتقي القطاع الصحي الى ماهو مأمول ومتوافق مع رؤية المملكة 2030.