مضت سنوات طوال على مبدأ ان يكون كل مسؤول مُعين من كبار السن واصحاب الخبرات الطويلة في الوزارات وما يتبعها من مناصب قيادية بمختلف درجاتها وهذا يمكن تفهمه في بدايات تكوين الدولة وارساء دعائمها لكنه أصبح اليوم يشكل عبئاً كبيرا على النهج الحكومي المتسارع .
لقد انتهج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - وفقه الله - منذ ان تولى مقاليد الحكم في البلاد على مبدأ جديد مُختلف يرتكز على تعيين الشباب في المناصب الوزارية ايمانا منه - ايده الله - بقدراتهم وفهمهم لوسائل وأدوات العصر التقني المتطور بشكل متسارع لا يمكن ان يتفاعل معه سوى حماس الشباب وهمتهم وما يملكونه من طاقات حيوية .
هذا النهج الملكي لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي يُحسب لعهده الميمون يجب ان يشمل كل مفاصل وقطاعات الدولة بمختلف درجاتها ابتداء بنواب الوزراء ووكلائهم ومدراء العموم في كافة المناطق وما يتبعها من مديري الادارات ورؤساء الاقسام في كل دائرة حكومية على مستوى المملكة من الوزارات والجامعات والمصالح الحكومية المختلفة .
لقد أثبت الشباب انهم على قدر كبير من المسؤولية والاطلاع الواسع والاهتمام بأدق التفاصيل وتفرغهم الكامل لمهامهم ومسؤولياتهم ويجب ان تتاح لهم الفرصة الكاملة لتولي الوظائف القيادية في الأجهزة الحكومة لتطويرها بفكر مختلف بعيدا عن الأفكار التقليدية التي اثبتت عدم جدواها في عصرنا الحالي .
اغلب سكان المملكة هم من فئة الشباب والشابات الذين يتطلعون في اعمار مبكرة لتغيير النهج التقليدي السائد لكن لم تتاح لهم الفرص الوظيفية للقيام بدورهم وهذا الأمر يتوجب معه اصدار قرارات تنظيمية ملزمة من مجلس الوزراء بتحديد سن شاغلي الوظائف القيادية في اعمار معينة كي لا يستمر احتكارها على الكبار فقط توافقا مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ الطموحة ، فلا يعقل ان يكون المسؤول الأول في الوزارات من فئة الشباب وجميع من يشغل المناصب القيادية المرتبطة به من فئة كبار السن ولا يعقل ان من يرسم الخطط والاستراتيجيات من فئة الشباب والمناصب التنفيذية من فئة كبار السن فالفكر بينهم مختلف والفجوة كبيرة .
فئة الخبراء الذين امضوا اعمارهم في خدمة الدولة لهم تقديرهم واحترامهم والاستفادة منهم كمستشارين للشباب هو تدعيم وضمان لديمومة تناقل الخبرات من جيل الى جيل آخر وفي ذات الوقت نضمن ان القيادة اصبحت بأيدي الشباب الفتيّة المتطلعة للمستقبل ، لنصل الى حكومة شبابية خالصة في مختلف المراتب والدرجات الوظيفية بدعم خبرات المستشارين من كبار السن .
هذا النهج الشبابي هو الضمانة الحقيقية لمستقبل مشرق لنهضة البلد وتطورها بشكل متسارع يواكب معه تطلعات القيادة الحكيمة .
المستشار القانوني
نواف المطوع
@NawafAlMotawa