من المسؤل عن تغييب المرأة السعوديةوهل كان الابتعاث فرصة حقيقة للمرأة السعودية لإثبات كيانها في الخارج؟ هل كان هو نقطة البداية لتفرض المرأة السعودية هويتها الضائعة؟ السؤال عميق و لكن الجواب فيه الكثير من التفصيل. جميع المبتعثات ذهبن لبلاد الغربة و بدأن رحلة الألف ميل، تعددت اسبابهم و الهدف واحد و هو حصيلة العلم، يسيرون على نهج العبارة "و للطموح امنيات".أتسائل دائماً في بلاد الغربة لماذا نلجأ احيانا لبعض الأجنبيات لمشاركاتنا في المناسبات الوطنية في ظل تغيب بعض من بنات الوطن. الأسباب كثيرة فبعضها يعود لأن البعض من المبتعثات لا يملكن الجرأة و البعض القليل منهن لا يدركن قيمة هذا العمل و لا يدركن أن هذا لربما يكون بمثابة فرصة لهن لان يثبتو للعالم امكانياتهم و ان يوضحو ان المرأة السعودية ليست كما يضنون من حيث الصورة النمطية stereotype التي تتمحور لديهم بأن المرأة السعودية امرأة مضطهدة و انها امرأة تصلح فقط لصناعة الاسرة، البعض الاخر منهم ربما يحملن بعضا من القيود من أزواجهم أو محارمهم للحفاظ على العادات المأخوذة معهم في أمتعتهم من الوطن الى بلاد الغربة. أنا كسعودية و كمبتعثة أرفض جملة و تفصيلا مشاركة الأجنبيات كممثلات للمرأة السعودية بلباسهم الزي السعودي مع الشكر الكثير لهن و ذلك لإبدائهن المساعدة والسبب بسيط جدا هو نحن كسعوديات خير من نمثل الوطن و نحن فخورين بهويتنا السعودية و العربية و لا نحتاج احد ان يمثلنا او يلغي هويتنا. استشعر بالضياع حين أرى عزوف بعض السعوديات في المشاركة لأن هذي فرصتهن لتعزيز مكانتهن و لتصحيح الصورة وأيضا لفرض الإندماج مع المجتمع الآخر. أيضا عندما نضع و ندرس كامل الصورة في شكلها الموضوعي نرى بأن بعض من السيدات تستصعبن شأن المشاركة و ترى بأنها خلقت ربة منزل و ان لا شأن لها بهذي الأمور التي اقنعها بها المجتمع المحافظ التي خرجت منه. أعلم بأن المجتمع السعودية مجتمع مختلف التكوين و له خصوصياته و احترم ذلك و لكن في ظل النهضة و التطوير العالمي يجب علينا كباحثين و متخصصين في شوؤن المرأة ان نمكن المرأة و ان نساعدها و ان نيسر لها جميع السبل لمواكبة التطوير العالمي. يجب ان ننظر لها بأنها عضو فعال في المجتمع و يجب مساعدتها لإثبات ذاتها و للاستفادة منها كمورد بجميع الجوانب الانسانية و الاجتماعية و الاقتصادية. نستطيع ان نعتبر بأن كل امرأة عبارة عن مصدر بشري و المرأة نصف المجتمع اي ما يقارب ١٥ مليون من اجمالي عدد السكان ٣٠ مليون و لهذا لا نستطيع ان نعطل نصف المجتمع و بالتالي تتعطل نصف الموارد البشرية خصوصاً اذا اُعتُبِر بها و مُكنت بالشكل السليم. المرأة اذا هيّئت و دُرِّبت بالشكل المطلوب هذا الامر سوف يزيد كثيرا من تطوير الوطن و يزيد من اقتصاده غير ذلك أهمها و هو منحها كأمرأة ممارسة حقها المشروع في الحياة حيث لا نستطيع ان نتعامل معها و كأنها رهن للمجتمع فقط. في السنوات الاخيرة حدثت ثورة كبيرة بالنسبة لتمكين المرأة و التي يعتبر بحد ذاته نوعا من الأنصاف بحقها بعد ما قرر نصير المرأة الملك عبدالله رحمه الله و غفر له تمكين المرأة سياسيا و دمجها في مجلس الشورى في سبتمبر ٢٠١٢، الامر الذي شغل الغرب و جعله من اوئل المواضيع نقاشا و اكثرها رواجا. المملكة فعلت الكثير من اجل تمكين المرأة على جميع الاصعدة مؤخرا حيث ان الدولة وقعت ثلاث اتفاقيات من بعد تعرض الدولة سابقاً للنقد من منظمات حقوق الانسان و ذلك لتوحيد الحقوق بين الرجل و المرأة في جميع المجالات، الاولى كانت من الأمم المتحدة للمساوة بين الجنسين في العمل و الاخرى كانت اتفاقية الامم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التميز ضد المرأة في العمل و المهنة و في الأجور و الاتفاقية الثالثة كانت من منظمة العمل الدولية لتعزيز سياسية العمل الوطنية بدون تمييز بين الجنسين. هنا الدور الأخير يعود على المرأة ذاتها و إلى مدى قدرتها و طاقتها بالمشاركة، و الدور ايضا يعود الى وسائل الإعلام لتسلط الضوء على مشاركات المرأة كما تفعل بعض الدول الخليجية الشقيقة. نرى كثيرات صاحبات السمو لهن الكثير من النشاطات الخيرية و على رأسهن الأميرة أميرة الطويل و غيرهن من سيدات الأعمال و النخبة من نساء المجتمع، كنت أتمنى لو يسلط الضوء أكثر على نشاطاتهم لانهم القادة الحقيقين التي بهم يتم تشجيع المرأة و وبالتالي يتجلى حضورها في أكمل وجة في ظل النهضة الوطنية و للمزيد من النجاحات الميدانية و لنتماشى مع مصاف الدول المتقدمة حقوقاو تطورا وريادة. * باحثة دكتوارة و متخصصة في عمل و حقوق المرأة في المملكة المتحدة ٢٠-فبراير-٢٠١٥