تضاربت التصريحات والاتهامات بشأن الجهة المسؤولة التفجيرات التي ضربت مسجدين في صنعاء ،الجمعة، والتي خلفت أكثر من 135 قتيلًا 375 مصابًا. فجماعة الحوثي تلقي المسؤولية على الولايات المتحدة والبلدان المعادية لليمن، وربما على الرئيس الشرعي عبدربه هادي، والولايات المتحدة تلمح إلى مسؤولية الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح وحلفائه،وتشكك في تبني تنظيم داعش للتفجيرات. وفي بيان لحركة أنصار الله الحوثية في اليمن نشرته البي بي سي اتهمت الولايات المتحدة الأميركية وبلدان معادية بتنفيذ الهجمات، واعتبرت التفجيرات مؤامرة على اليمن ووحدتها وتأتي بفعل ما سمته الحركة أجندات أميركية وإقليمية معادية للشعب اليمني. تأتي تلك الاتهامات رغم إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات التي استهدفت مسجدين تابعين للحوثيين وتهديده بشن المزيد من الهجمات لاستئصال الحوثيين من اليمن. بينما اتهم عضو اللجنة الثورية لحركة أنصار الله الحوثية توفيق الحميري، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتنسيق مع التنظيم لتنفيذ مثل هذه العمليات. وأدان البيت الأبيض التفجيرات وقال إنه من المبكر جدًا التأكد من انتماء منفذي الهجمات لداعش، مشيرا الى أن إعلان المسؤولية في بعض الأحيان يكون بغرض الدعاية. ونفى المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست وجود علاقة واضحة بين المتطرفين في اليمن وتنظيم داعش مؤكدًا أن الولايات المتحدة تسعى في الوقت الراهن للتأكد من قدرة التنظيم على التنسيق لمثل هذه الهجمات، وفقًا لويترز. ودعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية جيف راتكي، جميع الحركات السياسية والطوائف اليمنية الى وقف التحركات العسكرية أحادية الجانب والهجومية. وطالبت الحوثيين والرئيس السابق صالح وحلفاءهم إلى وقف التحريض على العنف وتقويض الرئيس هادي وهو الرئيس الشرعي لليمن. وأوضح بيان منسوب لتنظيم داعش تبني التنظيم للهجوم الذي استهدف مسجدين تابعين للحوثيين الشيعة في صنعاء ، وقال التنظيم في بيان نشره أنصاره على موقع تويتر "وليعلم الحوثة المشركون أن جنود الدّولة الإسلامية لن يقرّ لهم قرار ولن يهنأ لهم بال حتى يستأصلوا شافتهم ويردوا عادياتهم ويقطعوا ذراع المشروع الصفوي" وهذه هي المرة الأولى التي يتبنى فيها التنظيم مسؤولية هجوم في اليمن منذ إعلانه وجود فرع له فيها في نوفمبر الماضي وبدوه نفى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أي صلة له بالتفجيرات التي استهدفت المسجدين . وأشار التنظيم في بيان إلى أنّ"الجماعة لا تستهدف المساجد والأماكن العامة وذلك في سبيل دم إيذاء المدنيين الأبرياء، وذلك بتوجيه من زعيم التنظيم، أيمن الظواهري." ويذكر أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية أعلنت مسؤوليتها في أوقات سابقة عن عمليات مشابهة في اليمن، ولاسيما بعد تعهدها باستهداف المواليين لجماعة الحوثي العام الماضي. ويتهم تنظيم القاعدة وتنظيم داعش -الذي خرج من عباءة القاعدة- الشيعة بالكفر. وتجدرة الإشارة إلى أنّ هجومًا نفذه أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة فجروا أنفسهم مستهدفين المصلين داخل وخارج مسجدين في صنعاء. وفي الهجوم الذي استهدف مسجد بدر، فجّر انتحاري نفسه داخل المسجد المزدحم بالرواد ثم وقع تفجير آخر لدى تدافع المصلين هربا من خلال البوابات. كما استهدف تفجير قوي مسجد الحشوش، مخلفا العديد من القتلى الذين تطايرت أشلاؤهم في كل مكان. وبحسب وكالة رويترز فإن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها مساجد تابعة للحوثيين الشيعة في العاصمة صنعاء بتفجيرات بهذا الحجم. وطوّق المسلحون الحوثيون محيطي المسجدين وقطعوا الشوارع المؤدية إليهما. وشوهدت عربات الإسعاف وهي تنقل مصابين فيما شرعت فرق الإغاثة في انتشال جثث القتلى بموقعي الهجمات. وأطلقت المستشفيات التي اكتظت بالقتلى والجرحى في صنعاء نداءات تدعو المواطنين للتبرع بالدم لإنقاذ العدد الكبير من المصابين. وجاءت هذه التطورات الدامية بعد يوم من اشتباكات دامية في مدينة عدن بين أنصار هادي ومؤيدي سلفه علي عبد الله صالح كما شنت طائرتان عسكريتان غارة على القصر الذي يقيم فيه هادي في عدن. من جانب آخر، سيطر مسلحون موالون لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن على مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج. وقالت مصادر في المنطقة ان مسلحين يستقلون شاحنات تحمل رايات سوداء اجتاحوا المدينة الواقعة الى شمال من عدن وتواترت الأنباء عن قيام هؤلاء المسلحين بالسيطرة على الحواجز والمباني الحكومية، وقتل عدد من رجال الامن الذين قاوموا تقدمهم. والهجمات هي الأعنف للمتشددين منذ أعوام في اليمن حيث تشن واشنطن حملة بطائرات بدون طيار على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب فرع القاعدة باليمن. وتفاقمت الاضطرابات الطائفية في الآونة الأخيرة بعدما بسط الحوثيون سيطرتهم على العاصمة صنعاء العام الماضي، فيما يوجد الرئيس عبدربه منصور هادي في مدينة عدن الجنوبية التي أعلن منها الشهر الماضي تراجعه عن استقالته من الرئاسة.