2015-10-10 

سؤال اليوم: ماذا خسر السعوديون بانحطاط الدراما؟!

ثامر الصيخان

من يتابع المشهد السياسي الحالي يرى أننا نمر بفترة تاريخية ،أصبحنا فيه هدفا للجميع … داعش شمالاً ،والحوثي جنوباً ، إيران شرقاً، والإخوان من الغرب … الكل أصبحت تتقاطع مصالحه ضد مصالحنا، ويحاول أن يحقق مكتسباته على حسابنا … في نفس الوقت عندما تقرأ الوضع الإجتماعي لدينا، تجد أننا مجتمع أغلب مكوناته من الشباب، وهذه المعلومة التي يعرفها الجميع ويقولها الجميع، لكننا لا نفعل شيئا تجاهها !! هل تعلم ما الذي خسره السعوديون بإنحطاط الدراما ؟ كثيراً ما أطرح هذا السؤال عندما ينظر الآخرين إلى المجال الفني على أنه مجرد وسيلة تسلية و "لعب عيال". في النهاية بنظرهم أن العاملين في الدراما هم مجرد "ناس فاضية" … وعندما أطرح السؤال لا أجد إلا ضحكاً وتصفيقاً ولعباً و "يا عمي طير أنت مكبر السالفة" !! الدراما يا عزيزي هي من تعطيك انطباعاً عن مجتمعك … كيف يتكلم ، ماذا يلبس ، ماهي أخلاقياته ، طعامه شرابه مبادئه أفكاره أحلامه طموحاته دوافعه رغباته إحباطاته حزنه ألمه أبطاله لصوصه … كل شيء عن مجتمعك وكل شيء تريده أن يكون في مجتمعك. الدراما يا عزيزي هي مرآتك … لو سألتك مثلا عن الأمريكي … لوجدت أنك تعرف أدق تفاصيل حياته ولكن هل المعرفة لوحدها ضرر ؟ الحقيقة أن المعرفة لا تضر لكن عملية الاستعراض الدائم لهذه الحقائق التي يغلب عليها الكذب والتضخيم الدرامي تجعل من شباب مجتمعك الذين قلنا عنهم أعلاه أنهم أغلب مكونات المجتمع يتأثرون بالأفكار والمباديء وطريقة الحياة التي فرضت عليهم بسبب واقع أنها فرضت عليهم لأننا نملك دراما أقل ما يقال عنها "منحطة" تنفر المجتمع من متابعتها وتجعله يشاهد كل ما هو مصري وسوري وأمريكي وتركي … يشاهد كل الناس الا السعودي !! ماذا خسر السعوديون بإنحطاط الدراما ؟ … الوصول للناس لا يكون بلغة خطابية مباشرة … الناس تحتاج أن تصل لهم من خلال قصة جميلة تزرع فيها كل ما تريد تقديمه بشكل جميل … بدون هذه الدراما الراقية لن تستطيع أن تنافس ماكينة داعش الإعلامية التي نرى ما تقدمه من أفلام مدروسة وبجودة محسوبة لأن الدراما ليست مجرد حوارات وخطابات وممثلين و "ناس فاضية" … الدراما تخاطب قلبك من خلال عينك وأذنك تتلاعب بمشاعرك حتى توصلك للحظة تلقين الرسالة ولا يوجد مثال أوضح من فيديو إعدام معاذ الكساسبة رحمه الله … طريقة الزوايا والتصوير البطيء والمؤثرات الصوتية وعيون معاذ حتى لحظة الحرق كانت رسالة مرعبة بحق!! المسؤولية الحقيقية اليوم هي بيد وزير الإعلام. من خلال الذراع الذي يفترض به أن يكون قويا وهو هيئة الإذاعة والتلفزيون … على الهيئة أن تتوقف عن العبث الذي فعلته في العام الماضي ومستمرة به هذا العام وتبدأ بمشروع حقيقي لتطوير الدراما لإنتاج أعمال تصل للناس تصنع لهم نموذج البطل لا أن تكون أعمالاً توعوية هادفة "ماسخة" ينفر منها الجمهور فتكون "الملايين المرمية" على هذه الأعمال كأنما حرقت !! وحتى لا أكون كمن يرمي الزيت في النار سأضع مقترحاً أولياً لعلاج هذه المشكلة … فبحسب التصريحات بأن مبالغ التعميد العام الماضي كانت في حدود ال ٥٠ مليون ريال "رميت" على منتجين قدموا أعمالاً أقل ما يقال عنها أنها رديئة بمتوسط حسب رئيس الهيئة من "٥ إلى ٦ مليون ريال".. ألم يكن الأجدر توزيع ال ٥٠ مليون على ٢٥ منتج على سبيل المثال بمتوسط مليوني ريال. ستخرج لك ٢٥ عملاً قد تكون في مجملها رديئة. لكن لو تم إدارتها بشكل صحيح قد تخرج لك عملين مميزين سنوياً تزيد من استثمارك بها وتطورها حتى يصبح عندك صناعة قائمة على أرض صلبة، تستطيع أن تجابه بها كل تيارات الخارج والداخل.

التعليقات
حنان
2015-02-16

وهل تسمي المهازل التي قدمتها هيئة الإذاعة والتلفزيون ب "الدراما" وهل أنت متأكد من أنها "أعمال" و "درامية"؟

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه