أصبحت روسيا خلال السنوات القليلة الماضية كلمة السر في كل قضية أو نزاع أو مسألة تخص منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يجعلها وفق مراقبين قادرة على تعويض دور الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة.
موقع ميدل إيست اونلاين أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن موسكو أصبحت الكلمة الرئيسية لمستقبل الجغرافيا السياسية، وخاصة حيث يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، حيث أحرزت روسيا، في ظل الرئيس فلاديمير بوتين، تقدما كبيرا في الجغرافيا السياسية للمنطفة بطريقة" لم يكن حتى الاتحاد السوفياتي في ذروة قوته يحلم بها".
ويشير التقرير أن روسيا إستطاعت تعويض الدور الامريكي في الشرق الاوسط بطريقة مثالية، حيث أصبح حلفاء واشنطن في المنطقة أقرب بكثير إلى موسكو ، من السعودية إلى مصر والأردن وتركيا وحتى إسرائيل.
يظهر ذلك جليا وفق التقرير من خلال إستضافة موسكو لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مهندس السياسة الاقتصادية والخارجية للمملكة و الملك سلمان كأول ملك سعودي يزور روسيا، رغم أن هذه الحدث لم يكن معقولا ولا منطقيا قبل سنوات خصوصا عندما تدخلت موسكو في سوريا دفاعا عن الأسد.
وفي ذات السياق يؤكد التقرير أن حلفاء واشنطن عبروا عن إستيائهم من عدم إهتمام واشنطن بالمنطقة، وهو ما جعل زعماء المنطقة يتوافدون على موسكو التي أصبحت على ما يبدو المحرك الأساسي لمستقبل المنطقة.
من جهته قال دنيس روس الذي كان كبير المفاوضين في الشرق الاوسط للولايات المتحدة في عهد جورج بوش و اوباما، لوكالة انباء اسوشيتيد برس "لقد نجح بوتين في جعل روسيا عاملا في الشرق الأوسط..هذا هو سبب رؤية تيار مستمر من زعماء الشرق الأوسط يزورون موسكو."
ولأن روسيا ملأت الفراغ الأمريكي في الشرق الاوسط بالفعل فقد كان من المنطقي توقع تنسيق سعودي مع موسكو لإنهاء الأزمة السورية وكذلك زيارة الملك سلمان للعاصمة الروسية، حيث بحث العاهل السعودي مع الرئيس الروسؤ تنامي التهديدات الايرانية في المنطقة، ومستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة والمستويات.
وفي سياق متصل يشير التقرير أن هيمنة واشنطن السياسية في الشرق الأوسط بدأت في الانخفاض في عام 2013 عندما فشل أوباما في الرد على إستعمال الأسد من للأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وهي الفرصة التي إلتقطتها موسكو جيدا ، فعملت على زيادة نفوذها لتعويض تقاعس واشنطن في سوريا والشرق الاوسط عموما.
ترك حلفائها الإقليميين، مثل المملكة العربية السعودية والأردن و الإمارات العربية المتحدة، في البرد. وهناك حليف بارز آخر للولايات المتحدة شعر بأنه ترك تركيا. وقد اشتكى رئيسها رجب طيب اردوغان، الذى حث الولايات المتحدة على العمل فى النزاع السورى منذ بدايتها، على انه لن يتمكن من الحصول على اية نتائج من واشنطن.
وفي تلك اللحظة التي شهدت أكبر تراجع امريكي في المنطقة شعر حلفاء واشنطن في الشرق الاوسط بأن الولايات المتحدة تخلت عنهم لذلك كان إلزاميا البحث عن بديل، ولا بديل قادر على تعويض قيمة واشنطن سوى موسكو.
إلى ذلك يشير التقرير أن تنامي النفوذ الروسي في المنطقة يظهر من التقارب التركي الروسي ، فبعد التوتر الذي شهدته العلاقة بين بوتين وأردوغان بعد أن أسقط الجيش التركي طائرة روسية على الحدود السورية، سافر بوتين مؤخرا الى انقرة لتناول العشاء مع اردوغان الذى وصفه بانه "صديق".
وقد اغضب اردوغان زملائه الاعضاء فى حلف شمال الاطلسى، خاصة واشنطن بالاتفاق على شراء منظومات صواريخ دفاعية من طراز / اس / 400 /.
و حتى أقرب حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، إسرائيل، أصبحت أقرب إلى موسكو، حيث قام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأربع زيارات الى موسكو خلال الاشهر ال 18 الماضية.