أظهر القرار التاريخي بالسماح للمرأة بالقيادة في السعودية ارتياحا عاما في المملكة بأن عملية الإصلاح الفعلي دخلت مراحل متقدمة، وبأن إهتمامات السعوديين تتفق مع توجهات الحكومة و توجهات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى اورد في هذا السياق تقريرا أكد فيه الباحث والمحلل ديفيد بولوك أن إستطلاع نادرا للرأي العام أظهر مستوى ملفتًا من الدعم لسياسة الاصلاح و المواقف المعتدلة في السعودية.
ويظهر استطلاع الرأي أن ربع السعوديين من الراشدين يعتبرون "الاستماع إلى من يحاولون تفسير الإسلام بطريقة معاصرة ومتسامحة ومعتدلة، "فكرة جيدة".
أما النصف الآخر من الشعب السعودي، فهو في مكان ما في الوسط ويميل إلى منح القيادة السعودية الثقة في تحديد السياسة العامة بشأن القضايا الدينية المثيرة للجدل.
و يضيف بولوك أن هذه النتائج تشير إلى أن الرياض تستطيع الاعتماد على دعم هام من الشعب في إصلاحاتها الاجتماعية وعلى حرية تصرّف كبيرة يمنحها إياها الشعب بشكل عام لتحديد هذا الاتجاه الجديد، رغم المعارضة النسبية التي تواجه هذا التوجه من المحافظين المتشددين.
وتشير هذه النتائج إلى انسجام الرأي العام السعودي بشكل عام مع حكومته بشأن بعض القضايا الساخنة، وكذلك إنسجام السعوديين بشكل عام أيضًا مع أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، وهو ما يحمل وفق بولوك بشائر هامة ومشجعة لمستويات الاستقرار الداخلي والشراكة السلسة مع واشنطن.
وفي سياق متصل يؤكد التقرير ان إستطلاع الرأي الذي أجرته شركة عربية لأبحاث السوق التجارية في الشهر الماضي أكد إنسجام إهتمامات السعوديين مع توجهات القيادة السعودية وكذلك التوجهات الأمريكية في المنطقة.
فعندما طُلب من السعوديين اختيار أولويتهم القصوى للسياسة الأمريكية، اختاروا في المقام الأول وبنسبة 27 في المئة "زيادة معارضتها العملية لنفوذ إيران وأنشطتها إقليميًا". وتبعه بنسبة 24 في المئة "توسيع نطاق دورها الفعال في محاربة تنظيم "داعش" و"القاعدة" والجماعات الإرهابية المماثلة". وتلى ذلك مباشرةً "بذل جهد أكبر للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة في اليمن". واحتل المرتبة الرابعة "ممارسة ضغط أكبر لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي" بنسبة 16 في المئة.
وفضلًا عن ذلك، تتّفق أغلبية ملفتة من الشعب السعودي على عنصر أساسي جديد في السياسة الأمريكية، حيث يرى 68 في المئة من السعوديين أنه "ينبغي على الدول العربية الاضطلاع بدور جديد في محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية وتقديم المحفزات للجانبين من أجل اتخاذ مواقف أكثر اعتدالًا".
وهذا لا يعني إطلاقًا أن الشعب السعودي يحبّذ السياسة الأمريكية بشكل عام. ففي الواقع، أبدت نسبة 20 في المئة وجهة نظر مؤيدة لهذه النقطة العامة. ومع ذلك، ترى ضعف هذه النسبة أنه "من الضروري أن تجمع علاقات جيدة بين بلدنا والولايات المتحدة". وتوافق النسبة عينها أيضًا على "حاجة البلدان العربية إلى مساعدة القوى الخارجية مثل الولايات المتحدة للتغلّب على خلافاتها" في الأزمة الحالية مع قطر.