فاجأ الجيش القطري، في 18 كانون الاول / ديسمبر، المحللين الاستراتيجيين من خلال عرض عسكري ظهرت خلاله صواريخ باليستية صينية قصيرة المدى، وهو ما يشير إلى تحول إستراتيجي لا يبعث على التفاؤل بالنسبة لاستقرار .
موقع US News أورد في هذا السياق تقريرا للخبير الأمريكي وأستاذ العلوم السياسية في كلية "ريبون"، لاموند كولوتشي ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه ان توجه قطر لشراء أسلحة صينية و إستضافتها لقاعدة عسكرية تركية قد يربك الإستقرار في المنطقة ويهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
ويضيف مؤلف كتاب "مذاهب الأمن القومي للرئاسة الأميركية: كيف يشكلون الحاضر والمستقبل" أن صاروخ SY - 400 الصيني الذي تحصلت عليه قطر يمتلك نطاقا يتراوح ما بين 150 و 200 كيلومتر، وهو ما يضع الدول المجاورة مثل الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية فى نطاقه، وهي إشارة لا تبعث على التفاؤل للإستقرار في المنطقة و لا لآمال إنفراج الأزمة الخليجية.
ووفقا لثيودور كاراسيك، وهو أيضا مستشار في "دولة الخليج التحليلية"، فقد عملت قطر على التقارب مع الصين في عام 2014، بعد توتر علاقتها مع جيرانها الخليجيين الذين يتهمونها بدعم الجماعات المتطرفة و التقارب مع إيران.
إلى ذلك يشير كولوتسي انه على الرغم من أن قطر أعطت اهتماما كبيرا لعلاقاتها العسكرية مع الصين ، فقد واصلت زيادة مستويات تسلحها بعد أن استحوذت على دبابات ليوبارد الألمانية الصنع والبنادق الألمانية ذاتية الدفع والمركبات المدرعة التركية.
ويثير التوجه القطري وفق الخبير عدد من التساؤلات والمخاوف التي تهدد الاستقرار في المنطقة، ذلك أن " القضية الحقيقية ليست الصواريخ نفسها، لأن الصين هي واحدة من اهم المصادر الرئيسية للصواريخ في جميع أنحاء العالم.. بل ما يثيره هذا التوجه من تساؤلات ابرزها ماهي الرسالة التي تريد قطر إرسالها؟ و هل تسعى الصين لوضع موطئ قدم في المنطقة من خلال قطر ومن خلال أسلحتها؟.."
و وسط كل هذه التساؤلات يعتقد معظم المحللين أن الأزمة الخليجية وقطع السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة، جعلت قطر تبحث عن حلفاء جدد، لذلك عملت على توطيد علاقاتها مع تركيا وايران و كذلك الصين حيث رفعت الدوحة صفة بكين من شريك اقتصادي إلى "شريك استراتيجي"، مما يشير إلى علاقات عسكرية أوثق وفق التقرير .
و على الرغم من أن الصين تحاول في كثير من الأحيان تحقيق التوازن في علاقاتها، فإن العلاقة المستمرة مع سوريا وإيران قد تشير إلى تحول مستقبلي لنفوذها في المنطقة، ويمكن أن تكون قطر واحدة من تلك الإشارات الأخرى.
وفي سياق متصل يشير كولوتشي إلى أن تطور الوجود العسكري التركي المتزايد في قطر، قد لا يكون جيدا للمصالح الأمريكية بالنظر لتصرفات وسلوك أردوغان، حيث تخطط تركيا لنشر 3 آلاف جندى ربما تكون مصحوبة بطائرات وسفن حربية في قطر.
و يضيف الخبير بأنه على غرار تركيا، فإن قطر تحتضن جماعة الاخوان المسلمين بما يتناسب مع مصالحها، وهو ما يطرح " تساؤلات كبيرة بالنسبة للأمن القومي الأمريكي أهمها هل ستصبح قطر نقطة تحول في الأجندة الإمبريالية للصين في الشرق الأوسط؟ وهل ستكون قطر جبهة جديدة تعارض المصالح الأمريكية بقيادة تركيا وإيران ضد المحور الآخر الذي تمثله السعودية ومصر؟ ".