البعض يرى أن جماهيرية البرامج ذات الصبغة الاجتماعية المنتشرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة بدأت تقل ولم تعد تحظى باهتمام المتابع كما كان في السابق. القضية ليست محصورة فيما يقدم من مشكلات أو قضايا تهم المواطن بالدرجة الأولى، بل أن اصحاب القضايا حينما يعقدون صفقات إعلامية عبر هذه البرامج مع المسؤول المباشر في القناة أو البرنامج فهم يأملون بأن تصل اصواتهم ويجدون حلول جذرية لمعاناتهم، هكذا يفكرون ولا تعنيهم النتائج. مع مرور الوقت دخلت هذه البرامج بفريق عملها في منافسات حامية الوطيس فيما بينهما، خاصة في نوعية القضايا والضيوف، وتحول المشهد فيما بينهم من يستطع خطف النجومية من الاخر ويكون صاحب السبق والتأثير عبر هموم ومعاناة المواطنين المكلومين. تتفاوت مساحة الطرح بين هذه البرامج حسب سياسة القناة، هناك من يحاول أن ينتزع أعلى سقف من الحرية وملامسة الخطوط الحمراء، لمواكبة التطور الذي يعيشه العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي فتحت منابر اخرى مهمة في توصيل معاناة الناس. هذا ما أجبر القائمون على تلك البرامج من فتح نوافذ جديدة بشكل جريء. رغم ذلك تعاني هذه البرامج من عدم شفافية المسؤولين في معالجة كل ما يقدمونه من ملفات مهمة يعاني منها المواطن، فالاحباط لم يعد يقتصر على صاحب القضية فقط، بل أيضا اصحاب البرامج الذين يعتقدون بأنهم طوَّق النةاة المُرسل لإغاثة كل شخص يعاني من عدم وصول صوته بشكل مباشر للمسؤولين. هذا الوضع جعل اصحاب القضايا يشاركون مقدمين البرامج النجومية، من خلال ظهورهم في أكثر من برنامج، ولم تعد تعنيهم النتائج بقدر ما تعنيهم كثرة إثارة مشاكلهم وتحويلها إلى قضية رأي عام يتناقلها الجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الوحيد الذي يميل إلى كفة المواطن ويقاتل ويناضل من أجل انتزاع حقوقه هو الاعلامي علي العلياني الذي بدوره واجه العديد من الإحباطات والمضايقات رغم أنه يعمل في قناة بسيطة وبإمكانيات محدودة ولا تشكل له غطاء آمن يستطيع أن يتحرر من بعض القيود المفروضة عليه. الخلاصة إعلامي محبط من النتائج و مواطن لم تعد تعنيه الحلول لقضاياه وغياب الشفافية من المسؤول الذي يتعمد عدم منح اصحاب البرامج السبق والتفوق ..!