إن ما يجعل معالي المستشار تركي ال الشيخ ناجحاً في مكتبه الرياضي وهو يقود جيل الشباب بسرعة البرق نحو القمة هو ثبات أهدافه والتي تكمن في نقل رياضة الوطن إلى مصاف العالم المتقدم، ليست تلك الأهداف ضرورية لتحفيزنا فحسب، بل هي شيءٌ أساسي لنبقى في مقدمة الركب فعلاً.
المتابع للمشهد الرياضي بشكلٍ عام على يقينٍ تامأنه وفي بضعت أسابيع كانت الرياضة السعودية تسير بشكلٍ سريع والأهم من تلك السرعة أنّها كانت في المسار الصحيح.
كان الشارع الرياضي السعودي في الماضي لا يدوّن أهدافه على الورق، لذلك كانت الأهداف أشبه بالأمنيات، لم يكن هناك حراك حقيقي لتحويلها إلى واقع ملموس، وحتّى لا ننكر الماضي فكل من تربع على هرم الرياضة بعد رحيل الأمير فيصل بن فهد رحمه الله لم ينجح بعملية تطوير مكتملة النمو، الأغلب كان يأتي مشوهاً.
لم يكن يعلم معالي المستشار إلى أي مدى قد ينجح في تحويل الأحلام الرياضية السعودية إلى واقع لو لم يمكن مؤمناً بدعم حكومة سيدي سلمان، ثم بمدى سلامة فكره والتي شكلت له ولفريق عمله أجنحةً ستأخذنا إلى أعلى القمّة.
كل القرارات التي جاءت منذ تولي ال الشيخ قيادة الرياضة كان لابد منها، وإن تضايق منها بعض الصيادون إلّا أنها أشبه بسهمٍ أرسل إلى القمر، فإن لم يصبه بقي بين النجوم.
الرسائل التي يرسلها رئيس هيئة الرياضة بين الحين والآخر لها دلائل كبيرة وعميقه جداً، لم تعد الرياضة والاستفادة منها بمفهوم الرئيس العصري حكراً على كبار الأندية، فالجميع يقفون منه على مسافة واحدة، وماهي اللجان المشكلة لتقصي بعض المشاكل في أغلب المؤسسات الرياضية إلّا دليلاً قاطعاً على جدية العمل بعيداً عن الأسماء والألوان.
وفي معمعة القرارات الصادمة والصارمة تنسال تلك القرارات الإنسانية المملوءة بالاهتمام والتقدير مروراً بالاطمئنان على سلامة الحكم احمد فقهيي وتعويضه بقيمة 200 ألف ريال نتيجة الحادث الذي تعرض له أثناء قيامه بواجبه الرياضي وتحويل دخل مباراة النصر والاتحاد إلى أسرة المرحوم محمد الخلوي، ودخل مباراة النصر والشباب إلى سالم مروان شفاه الله، مع تكفل الهيئة لتلك الأندية بقيمة الدخل، وانتهاءً بإقامة حفل اعتزال للاعبين فهد الهريفي وفؤاد أنور، وكأنه يقول لكل مجتهدٍ نصيب.
لم يقتصر عمل الرئيس على تحسين مخرجات الرياضة السعودية داخل الوطن فقط، فحجم الأمانة مقرونةً بالمسئولية جعلته يقاتل لحفظ الحقوق الرياضة في كل بقعة في العالم، ولعل آخرها حديثه البارحة عن الأفعال المشينة التي ضل يحيكها الاتحاد الآسيوي للرياضة السعودية، وتعهده الدائم لرد الحقوق لأصحابها وقد فعلها كثيراً ومتأكد تماماً أن رياضتنا باتت في أمان، ولن يتجرأ أحد مستقبلاً على سلب فرحتنا.
أخيراً..
يقول المثل الإيطالي (عندما تطلب تحقيق ما هو مستحيل تحصل على أفضل ما هو ممكن)