في مواجهة تهديدات إيران المتنامية في الشرق الأوسط أعلنت السعودية حربا غير مباشرة على طهران على أكثر من واجهة، وهو ما يشير وفق خبراء إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة غير مسبوقة من التوتر .
صحيفة الواشنطن بوست أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن الخطوات التي إتخذها الملك سلمان و ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، هي الأكثر جرأة في سياق الصراع السعودي الايراني.
ويشير التقرير إلى أن الجبهة السعودية تجد دعما قويا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في حربها ضد إيران على أكثر من واجهة في الشرق الأوسط، من اليمن إلى قطر والعراق ولبنان.
ورغم أن نهاية الأسبوع الماضي شهدت تطورات مثيرة في إطار الصراع السعودي الايراني، بداية من إطلاق الحوثيين المدعومين من طهران صاروخا باليستيا استهدف المطار الدولي في الرياض ، دون إلحاق أي أضرار وهو ما إعتبرته السعودية "عملا من أعمال الحرب" متهمة إيران بتزويد ميليشياتها في اليمن بصواريخ متطورة، وصولا إلى إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إستقالته من الرياض بسبب التدخل الايراني في لبنان، الا أن الصحيفة الأمريكية تستبعد أن تقوم المملكة بأي رد فعل عسكري مباشر ضد إيران دون تنسيق مع واشنطن التي تشاركها موقفها من نظام الملالي.
وفي إطار الحرب الغير مباشرة مع إيران، قادت السعودية تحالفا عسكريا منذ عام 2015 ، ضد الحوثيين المدعومين من إيران، لتتمكن من تطويق نفوذ ميليشيات طهران في اليمن تمهيدا لاعادة الشرعية في هذا البلد الذي يعد أسخن خطوط التماس في الحرب السعودية التي أعلنتها ضد النفوذ الايراني في المنطقة.
وتتوقع الصحيفة الأمريكية إرتفاع مستوى المواجهة بين الرياض وطهران خلال الأيام المقبلة بعد حادثة اطلاق الصاروخ.
إلى ذلك تعد لبنان جبهة أخرى من بين جبهات الصراع بين السعودية وايران ولعل تقديم الحريري لاستقالته من الرياض يعد أحدث تطوراته، في الوقت الذي يشير فيه محللون إلى أن استقالة الحريري ما هي إلا خطوة سعودية ضد سياسات حزب الله ،الذراع الايراني في لبنان.
وفي سوريا تعد زيارة ثامر السبهان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي إلى مدينة الرقة السورية ، التي ساهمت الرياض في استعادتها حديثا من داعش بعد مشاركة طائراتها في الحرب ضد التنظيم الارهابي، خطوة سعودية جريئة لتطويق نفوذ ايران في سوريا وضمان موطئ قدم لها في مستقبل هذا البلد .
كما تعد قطر إحدى حلقات الصراع السعودي الإيراني، بعد أن قطعت السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة بسبب دعمها للارهاب وتقاربها مع إيران.