ألقت حملة الاعتقالات التي أعلنتها السعودية على عشرات المسؤولين والأمراء والوزراء في إطار حربها على الفساد، الضوء على قوة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يوصف بأنه بوتين الشرق الأوسط.
وكالة بلومبرغ أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست أكدت فيه أن حملة مكافحة الفساد في السعودية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان شبيهة بتلك الحرب التي اعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ ضد الكسب غير المشروع، غير أن ولي العهد يشبه بوتين في نقاط أخرى.
ويشير التقرير أن نقاط التشابه كثيرة بين بوتين و الأمير محمد بن سلمان، حيث تعيد حملة الاعتقالات السعودية ضد الفساد التي شملت أمراء و وزراء و رجال أعمال، إلى الأذهان حملة مماثلة قام بها بوتين ضد رجال الاعمال الفاسدين وأشهرهم ميخائيل خودوركوفسكي في عام 2003، وهي الخطوة التي عززت قوة بوتين وجعلت الروس الأثرياء الآخرين يلتفون حول الحكومة ، مما أدى في نهاية المطاف إلى سيطرة الحكومة على الاقتصاد الروسي.
كما تتشابه خطط بوتين والأمير محمد بن سلمان المستقبلية كثيرا، حيث يذكر إعلان ولي العهد عن خطة طموحة لبناء مدينة الاستثمار و الخيال العلمي تدعى نيوم وتبلغ تكاليفها ب 50 مليار دولار، بخطة بوتين لتطوير البنية التحتية لمدينة سوتشي الروسية التي ستستضيف دورة الالعاب الاولمبية الشتوية بتكلفة تقدر كذلك ب50 مليار دولار.
ومنذ صعود الأمير محمد بن سلمان، بدت السعودية أكثر حزما وصرامة في تعاملها مع التهديدات الأمنية والإرهابية، وهو ما كان جلي من قيادة الأمير محمد بن سلمان لتحالف عسكري ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن و كذلك من إستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض إحتجاجا على التدخل الايراني في لبنان.
وهي كلها دلائل تؤكد بأن المملكة اعلنت الحرب على إيران، وإن طريقة غير مباشرة.
إختيار المواجهة الغير مباشرة، خيار إستعمله بوتين أيضا مع خصومه الغربيين، من الاتحاد الاوروبي إلى الولايات المتحدة في أكثر من ملف.
إلى ذلك يشير التقرير أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قادة يتكلمون نفس اللغة الصارمة والحازمة ويتخذون قرارات جريئة ساهمت في إعادة تشكيل التوازنات الدولية والاقليمية.