زار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هذا الاسبوع بشكل غير متوقع السعودية لعقد لقاءات مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لبحث مسائل تتجاوز إتفاق المصالحة الفلسطينة وفق محللين.
موقع The Media line أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه أن الزعيم الفلسطيني تلقى الدعوة لزيارة السعودبة أثناء تواجوده في القاهرة حيث بحث مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الجهود الرامية إلى بدء مفاوضات السلام مع إسرائيل، فضلا عن اتفاق الوحدة الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين فتح وحماس في القاهرة.
وكانت السلطة الفلسطينية قد سيطرت في الأسبوع الماضي، على الجانب الفلسطيني من حدود غزة مع مصر، وهي أول خطوة ملموسة نحو تنفيذ اتفاق المصالحة، حيث من المقرر ان يتولى عباس المسؤولية الكاملة عن القطاع بحلول الاول من كانون الاول / ديسمبر المقبل.
وأوضح التقرير أن الملك سلمان أكد مجددا خلال لقاءه رئيس السلطة الفلسطينية دعمه الكبير للفلسطينيين، مجددا التزامه بتوفير "كل ما هو مطلوب لتحقيق إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ".
من جهته أكد عبد الحاج إبراهيم، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة بير الزيت في رام الله، أن "عباس زار المملكة كجزء من الحملة السعودية لتوحيد الصف العربي في إطار الصراع المستمر مع إيران وحزب الله ".
وأضاف الحاج إبراهيم "بأنها مواءمة جديدة للقوى العربية في المنطقة".
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي إتهم إيران بتقسيم العالم العربي في حين اتهمت السعودية الحكومة اللبنانية بإعلان الحرب على المملكة و الفشل في كبح جماح حزب الله الذي يهيمن على الأجهزة العسكرية والسياسية في لبنان.
كما اتهمت الرياض إيران بتزويد الحوثيين بصواريخ متطورة، بعد أن إعترضت فى نهاية الاسبوع الماضي بطارية دفاع باتريوت الامريكية الصنع صاروخا باليستيا أطلق من اليمن إستهدف مطار الرياض الدولي.
ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في وقت لاحق الهجوم بأنه "عمل حرب" مشيرا إلى أن الصاروخ قد تم تصنيعه في إيران وربما أطلقه مقاتلو حزب الله من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، الذين تدعمهم طهران عسكريا.
ويعتقد المحللون أيضا أن السعودية لا تزال قلقة ازاء احتمال إنضمام أعضاء من حماس إلى الحكومة الفلسطينية بعد أن عقد نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في وقت سابق من هذا الشهر إجتماعا مع رئيس حزب الله حسن نصر الله فى لبنان، جاء بعد أيام فقط من قيام وفد رفيع المستوى من حركة حماس برئاسة العاروري بزيارة إلى طهران حيث إجتمع بكبار المسؤولين الايرانيين.
وفي هذا الصدد، يعتقد مازن صافي، المحلل السياسي الذي يتخذ من غزة مقرا له، أن الملك سلمان استدعى عباس من أجل عزل إيران، و لعب دور محوري في تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية.
واضاف صافي أن "دعم الدول العربية أمر حيوي وأن المصالحة الفلسطينية تتطلب جهود جميع الدول العربية وليس الفلسطينيين فقط لانها ستؤثر ايجابيا على المنطقة ككل".