درس المخطط الإستراتيجي في بلادنا شخصية الرئيس ترمب ، وتعاملوا معه على هذا الأساس ، لذا كان الإستقبال الإستثنائي الذي حظي به عندما زار السعودية ، حيث زرعت اللوحات الدعائية العملاقه التي تحمل صوره في طريقه من وإلى مطار العاصمة الرياض … وكذا إبهاره بالأجواء الإحتفالية التي تزامنت مع زيارته.
كل هذه مجتمعه بالإضافة إلى الكاريزما المتفردة التي يمتاز بها الملك سلمان حفظه الله ، شكلت صوره ذهنية إيجابية لدى ترمب عن السعودية قيادة وشعب وحكومة.
وتزامن كل ذلك مع مناقشة ملفات سياسية شائكة بشفافية حرصت فيها السعودية على مراعاة المصالح الوطنية والقومية ، وغيرت كثيرا من قناعات الرئيس ترمب تجاه بعض القضايا ، ولعل المتابع لنشاطات وخطب الرئيس ترمب لاحظ أنه عندما عاد لأمريكا عبر كثيرا عن إعجابه بالسعودية وإنبهاره بشخصية الملك سلمان ، وإعتزازه بصداقته.
ولا ننسى زيارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والإستقبال الإستثنائي في البيت الأبيض من قبل الرئيس ترمب لسموه عندما كان وليا لولي العهد ، هذه الزيارات مهدت لصوره ذهنية جميله تشكلت لديه عن السعودية الجديده.
إن أبرز ميزه لترمب تميزه عن الرؤساء الذين سبقوه ، أنه لم يخضع للدولة العميقه ( وكما نقول بالعامية ، يقدح من راْسه ) ، أوجد ذلك نوعا من الإنسجام بيننا وبينه ،، ولعل خلفيته كرجل أعمال ناجح ، جعلت نمط تفكيره مرتكزا على الربح والخسارة ، وهذا يناسبنا كثيرا.
نعم علاقاتنا مع أمريكا الآن قويه ، ولكن للأسف إعلامنا لا زال يغط في سبات عميق وبالذات الإعلام الخارجي أنه لم يسوق لهذه العلاقات المتوازنة القائمه على الندية ، ويخاطب بها الداخل العربي بلغة العقل والمنطق والصدق ، لتسويق المشروع السعودي العقلاني ضد مشروع الغوغاء أصحاب الخطب العصماء الجوفاء التي لا زال يرددها القومجية العرب عبر منصاتهم الإعلامية التي دعموها بخطاب ديني زائف ونفس حزبي عفن ، ذو نظره أحادية ساذجة غبية تعزف على وتيرة مشاعر السذج من الغوغاء والدهماء.
ومن جانب آخر ، من إخفاقات إعلامنا الخارجي أيضا عدم مخاطبة الغرب بلغته ، ومقاربة خطابنا السياسي والإعلامي معهم ، لتحسين صورة بلدنا ، ومحو الصورة الذهنية السلبيه التي تدعمها دول في المنطقة( قطر ، وإيران ) عبر ضخ أموال طائله لمنصات إعلامية غربيه ، وإعلاميين غربيين ، وجمعيات حقوقية وإنسانية دولية لتشويه سمعة بلادنا.
لذا أؤكد أنه بالتزامن مع تقوية العلاقات مع إدارة ترمب ، فنحن بأمس الحاجة لإعلام قوي جدا ، لتصحيح الصورة الذهنية السلبيه عن بلادنا في الغرب !
سعيد بن محمد القاضي