لا تزال زيارة أردوغان للسودان تسيل مزيدا من الحبر والتساؤلات حول حقيقة أطماع "الخليفة العثماني" في البحر الأحمر و التأثير المحتمل للتحرك التركي نحو هذه المنطقة الحساسة.
صحيفة لوموند الفرنسية أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عها الرياض بوست أكدت فيه أن رغبة أردوغان في تثبيت موطئ قدم لتركيا في البحر الأحمر ينبأ بتفجر الوضع والاستقرار في المنطقة.
ويشير التقرير أن زيارة أردوغان للسودان نهاية العام الماضي و منح السودان تركيا السيطرة على جزيرة سواكن ، تطورات ألقت بضلالها على المنطقة، حيث تثير محاولة تركيا إستعادة النفوذ"العثماني في البحر الأحمر قلق عدد من دول المنطقة من بينها السعودية ومصر.
ونظرا لموقع جزيرة سواكن الاستراتيجي على البحر الأحمر، فإن عدد من المراقبين يعتقدون بأن زيارة اردوغان للسودان ومنح الخرطوم الجزيرة لأنقرة مؤشرات تؤكد بأن تركيا ترغب في استعادة نفوذها في البحر الأحمر من خلال بناء قاعدة قاعدة بحرية هناك.
ورغم نفي اردوغان نيته بناء قاعدة على سواكن و تأكيده بأن تركيا تهدف لتحويل الجزيرة لوجهة سياحية ومعبر للحج في إتجاه السعودية، إلا أن الخبير الفرنسي في شؤون القرن الافريقي والخليج العربي مارك لافيرجن يؤكد بأن " تركيا تسعى لتأكيد وجودها في المنطقة وإستعادة النفوذ "العثماني" الذي يحرك أردوغان".
وعلى هذا النحو، فإن التقارب بين السودان وتركيا ينظر إليه من قبل دول إقليمية كتطور خطير، على غرار مصر التي لم تخفي إنزعاجها من هذه التحركات ، فيما أكد مقال نشر في صحيفة الوطن المصرية بعنوان "انتحار سياسي عمر البشير"، أن "السودان ينتهك قواعد التاريخ والجغرافيا ويتآمر ضد مصر مع الجنون التركي ".
و تتهم القاهرة أنقرة بدعم جماعة الإخوان المسلمين، كما أن وقوف تركيا في صف قطر، في الأزمة الخليجية يزعج السعودية وحلفائها.
و مما يشير إلى خطورة التطورات في منطقة القرن الافريقي وفق التقرير هو أن تركيا ستكون قريبة جدا من خلال سواكن من خصومها الاقليميين الذين يملكون قواعد عسكرية في المنطقة بما أن أبو ظبي التي تمتلك مرافق عسكرية في ميناء عسير الإريتري، عند مدخل البحر الأحمر وعلى بعد بضع مئات من الكيلومترات من سواكن.