باحث سعودي: الريتز كارلتون.. نقطة بداية لحرب سعودية طويلة على الفساد

يستعد  فندق ريتز كارلتون في الرياض لفتح أبوابه من جديد امام نزلائه بعد أن كان لأشهر مركز ايقاف مؤقت في لعدد من رجال الاعمال والوزراء والأمراء في حملة مكافحة الفساد جريئة يبدو بأنها ليست شوى نقطة بداية لحرب سعودية طويلة على الفساد.

صحيفة   News Week اوردت في هذا السياق تقريرا للمحلل السياسي السعودي والباحث في المجلس الاطلسي محمود اليحيي أكد فيه أن حملة مكافحة الفساد السعودية التي أطلقها ولي العهد الامير محمد بن سلمان ليس سوى مقدمة وخطوة أولى لمسار طويل لمحاربة البيروقراطية والفساد في المملكة.

 وبالنظر إلى المشهد الجديد في المملكة والتغييرات الجذرية التي تشهدها السعودية ، يشير المحلل السياسي أن حملة مكافحة الفساد ستكون لها آثار اقتصادية كبيرة بما " أن استئصال الفساد أمر ضروري للاستقرار الاقتصادي للمملكة، حيث يعد  الفساد أكبر عقبة أمام الإستدامة الإقتصادية في المملكة. "

ويضيف التقرير ان حملة مكافحة الفساد لها أهمية عملية ورمزية كبيرة، حيث يجب أن تكون خطوة أولى في مسار الاصلاح الناجح، لإحداث تغييرات هيكلية للقضاء على الفساد و البيروقراطية في المملكة.

 وفي هذا السياق يتذكر اليحيي بأنه في شتاء عام 2014، مر بجانب موقع بناء مترو الرياض مع احد اكبر البيروقراطيين فسأله "هل تعتقد أن المشروع سيتم الانتهاء منه في الموعد المحدد؟" ليجيبه محدثه ضاحكا "وأنت هل تعتقد حقا  أنه سيتم الانتهاء منه ؟ بنهاية هذا لن يكون لدينا مترو... ولن يكون لدينا سوى عشرات المليارات من الدولارات  الجديدة ".

 و يشير المحلل السعودي  أنه و في حين أن فساد النخب مرئي وقابل للقياس، فإن ثقافة الفساد في البيروقراطيات الحكومية مكلفة بنفس القدر و هو ما يجعل اقتلاعها أمرا في غاية الصعوبة " على سبيل المثال، بعض الهيئات الحكومية تستنزف المال العام ، لأنها تسجل أعدادا كبيرة من الموظفين الوهميين  الذين يتحصلون على مرتبات من مكاتب لم تطأها اقدامهم... وفي كثير من الحالات،  لدى هؤلاء الأفراد نفس الوظائف بدوام كامل في جهات حكومية أخرى." 

ويؤكد  اليحيي"أن محاولات مكافحة الفساد السابقة في المملكة إستهدفت  البيروقراطيين من المستوى المتوسط ​​مع التغاضي عن النخب المرتبطة ارتباطا وثيقا بالفساد، وهو ما جعل هذه المحاولات الإصلاحية السابقة تفشل، لذلك يبدو أن التحدي الذي يواجه الحكومة السعودية و ولي العهد  هو كيفية استهداف هذه النخب، و تغيير الهيكل الذي يسمح للفساد أن ينمو."

 و يختم  الباحث السعودي بالتأكيد على أن  الهدف من الرسالة المرسلة من حملة ريتز كارلتون أن  الحكومة الحالية ستعمل بقيادة الأمير محمد ببن سلمان على فرض النظام والقانون على الجميع دون إستثناء.