أكد خبير نفطي كويتي أنه بإمكان الكويت الإستئناس بتجربة التحالف السعودي الروسي في صفقة الغاز بين البلدين.
موقع Middle East business and financial news أورد في هذا السياق تقريرا ترجمته عنه الرياض بوست أكد فيه الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي أن المملكة العربية السعودية لم تعد وحدها في تحمل عبىء ومسؤولية استقرار أسعار النفط، بعد أن وجدت شريكا جديدا وقويا وهو "موسكو".
ويضيف الحرمي أن هذا التحالف الطاقي بين موسكو والرياض جاء بعد نجاح الشراكة الاستراتيجية الروسية الجديدة التي بدأت في أوائل عام 2016 خلال اجتماع أوبك في قطر الذي كان يهدف إلى إيجاد حلول وطرق لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط على مستوى مريح ومقبول.
و بعد ذلك الاجتماع ، تم الاتفاق على تخفيضات انتاج النفط الخام من قبل الجميع، بما فى ذلك أكبر منتج حالي للنفط من خارج أوبك (روسيا)، التي كانت مترددة فى البداية حيث لم تكن واثقة تماما فى ان جميع اعضاء الاوبك سيلتزمون بالاتفاق.
ويضيف الخبير النفطي الكويتي "هذه هى السنة الثانية من الالتزام الكامل من جانب الاوبك وروسيا بخفض انتاج النفط بمقدار 1.8 مليون برميل.. وهو ما أدى إلى تحسن كبير في الأسعار والاستقرار ،حيث وصلت الأسعار إلى 70 دولار لبرميل النفط، اي أكثرب 10 دولارات من الهدف الذي حددته المملكة العربية السعودية وروسيا".
كما شهد الأسبوع الماضي إطلاق مشروع" سابيتا" للغاز المسال بقيمة 27 مليار دولار في شمال روسيا، حيث من المنتظر أن يساهم الاتفاق بين الرياض وموسكو على توريد الغاز الروسي إلى المملكة العربية السعودية في توطيد العلاقات التي بدأت منذ 18 شهرا، لتصبح تحالفا استراتيجيا أكبر يمكن أن يكون له تأثير كبير على جميع الجوانب وليس فقط الطاقة، في الأشهر والسنوات المقبلة.
و يشير الحرمي إلى أن شراء الغاز مباشرة من روسيا سيعطي أرامكو السعودية مرونة كبيرة في بيع المزيد من النفط الخام في السوق المفتوحة خلال أشهر الصيف عندما يكون الطلب على الكهرباء مرتفعا. كما أن الاتفاق سيساعد السعودية على توفير ما يصل إلى ثلاثة ملايين برميل أو شحنها للتصدير، في حين تستخدم الغاز الروسي المستورد محليا، وهو وضع مربح للطرفين.
ومن ناحية أخرى، يشير الخبير النفطي إلى أن الكويت بإمكانها النسج على منوال السعودية في تحالفها مع روسيا،" فرغم أن الكويت ليس لديها شركاء إستراتيجيين مثل روسيا..فإنه بإمكانها أن تفعل الشيء نفسه من خلال التعامل مباشرة مع منتجي الغاز مثل قطر والعراق إما بشراء حقول الغاز أو الاستثمار في حقول الغاز في الخارج".
ويضيف الحرمي أن الحاجة لهذا التوجه تبدو ملحة لأن & الكويت ستكون واحدة من بين مستوردي الغاز لسنوات قادمة وسوف تواجه طلبا كبيرا خلال أشهر الصيف الطويلة..لذلك يمكننا بيع استثماراتنا في الخارج في شركات النفط وحقول النفط، وبدلا من ذلك ننظر في الاستثمار في قطاع الغاز..لدينا ما يكفي من احتياطيات النفط التي يمكن أن تستمر بشكل جيد لمدة 90 عاما إن لم يكن أكثر من ذلك."
وختم الخبير النفطي بالتأكيد على أن تقاسم روسيا العبئ السعودي في تخفيضات إنتاج النفط قد فتح حقا فرصا ومجالات جديدة للتعاون في الاتجاه الصحيح، "بإمكانها أن تؤدي إلى علاقات استراتيجية أكبر تتجاوز النفط والغاز بين روسيا والمملكة العربية السعودية. "