بعد الإجراءات السعودية.. خبير نفطي: الجزائر في وضع حرج وإنهيار الإقتصاد العالمي غير مستبعد
أكد خبير النفط الجزائري والمسؤول السابق في شركة سوناطراك الجزائرية مراد برور إن انهيار أسعار النفط يجعل الوضع "حرجاً" بالنسبة للجزائر بسبب اعتمادها الكبير على عائدات النفط .
وأوضح برور في مقابلة مع صحيفة La libre البلجيكية ترجمتها عنها الرياض بوست، أن الجزائر معرضة بشكل مفرط للتقلبات في سوق النفط بسبب انخفاض تنويع اقتصادها، مشيرا " سيكون التأثير قويًا للغاية حيث ستقل عائدات النفط بالفعل عن الاحتياجات، وفي جميع الاحتمالات ، ستكون هذه العائدات في عام 2020 بين 34 مليار دولار ، وهو مستواها الحالي ، وأقل أو أكثر من 20 مليار دولار، حسب التطورات المحتملة للأزمة."
وأضاف " في كل الأحوال الوضع حرج ويتطلب، أولاً وقبل كل شيء ، بذل جهد كبير لمواجهة التقلبات والبحث عن بدائل لإحتواء الأزمة ".
وحول الحلول الممكنة للجزائر، للتعامل مع هذا الوضع أكد الخبير النفطي الجزائري "من الواضح أن الأولويات تتضمن تسريعًا قويًا للإصلاحات الاقتصادية ، وتحسين مناخ الأعمال..تتمتع الجزائر ، بكل الميزات التي يبحث عنها المستثمرون، لا سيما المزايا الطبيعية.. لكن التغلب على الأزمة يحتاج إلى استراتيجية مبتكرة تقوم على تنويع الاقتصاد والتحرك نحو انتقال للطاقة ".
وأشار برور "نحن نواجه صدمة سلبية حقيقية ، أكثر خطورة من عام 2014. هذه الصدمة تحدث في سياق استثنائي. يشهد الاقتصاد الصيني تباطؤًا حادًا له تأثير مدمر على صناعة النفط في العالم.. يوجد فائض في المعروض في السوق بالتزامن مع تباطؤ الطلب ، وهو ما يجعل السيناريوهات الأكثر تشاؤماً ممكنة."
وحذر الخبير الجزائري من أن الانتشار الواسع لفيروس كورونا قد يؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي.
وأوضح مراد برور " لم ينجح إجماع الجزائر الذي جمع بين أوبك ودول من خارج أوبك في عام 2016 ، بقيادة روسيا في التغلب على هذه الأزمة. حرب الأسعار التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، كما هو الحال دائمًا في التاريخ ، ستنتهي بإضعاف الدول المنتجة. ولم يعد الآن بالإمكان استبعاد مستويات الأسعار التي تقل عن 30 دولارًا للبرميل."
وختم قائلا " بالتأكيد ، يمكننا أن نتوقع عودة روسيا إلى طاولة المفاوضات وتباطؤ الإنتاج الأمريكي. لكن الشكوك العالية المفرطة بشأن تطور الاقتصاد العالمي توجه الأسواق ، مما قد يؤدي إلى سيناريو غير مسبوق في التاريخ " .
