دعا باحث وخبير أمريكي، حكومة بلاده إلى دعم الإصلاحات التي يقدها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في السعودية، مؤكدا بأن ما يحصل في المملكة هو ثورة حقيقية.
صحيفة واشنطن بوست أوردت في هذا السياق تقريرا ترجمته عنها الرياض بوست، أكد فيه الباحث الأمريكي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، دينيس روس أن ما يحصل في السعودية هو ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو ما لاحظه، في رحلته الثانية إلى المملكة العربية السعودية، حيث أصبح الأمير محمد بن سلمان، القوة الدافعة للتغيير في المملكة.
وأضاف الباحث الأمريكي الذي عمل في مناصب عليا في الأمن القومي في عهد عدد من الرؤساء الامريكيين على غرار رونالد ريغان،و جورج بوش،و بيل كلينتون، كما كان مساعدا للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أن ما يفعله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشبه بما فعله مصطفى كمال أتاتورك - وهو اازعيم الذي أحدث ثورة في تركيا بعد إنهيار الامبراطورية العثمانية.
وأضاف روس"من المؤكد أن ولي العهد لا يحاول جعل السعودية علمانية بل يحاول أن "يعيد" الإسلام إلى طبيعته الحقيقية كدبن تسامح وإعتدال من خلال منع المتطرفين من تأويله كمبرر للعنف."
و يضيف الخبير الأمريكي أنه من المفارقات أن المشككين في إصلاحات ولي العهد وقدرتها على النجاح " هم في المقام الأول خارج المملكة العربية السعودية وليسوا فيها"، مضيفا أنه لاحظ خلال زياراته، التي كانت منفصلة كل عام، سواء لكلية ريادة الأعمال، أو مؤسسة مسك، و جهاز الاستخبارات أو وزارة الخارجية، أو المركز العالمي لمكافحة التطرف(إعتدال)، بروز المرأة كفاعل جديد في المجتمع السعودي.
ومما يثير الإعجاب بنفس القدر وفق الباحث والخبير الامريكي هو أن الشباب هو الذي يتولى دفة القيادة في المملكة اليوم "حيث يمثل متوسط أعمار المهندسين السعوديين والمبرمجين ومصممي الغرافيك في مركز إعتدال 26 عاما".
وقد لا يكون ذلك مستغربا من إصلاحات جريئة يقودها ولي العهد الذي لم يتجاوز 32 عاما، فيما لم يتجاوز سن ثلثي السكان السعوديين سن ال30 ، وهو ومن الشباب السعوديين الذين ينقلون طاقة كبيرة وحماس؛ فإنهم يصرون على أنهم يملكون التغيير ويلتزمون بإعادة بناء بلدهم.
ويشير روس "أن حملة التغيير في المملكة العربية السعودية أكثر مصداقية لأنها محلية، وليست رد فعل على الضغوط الخارجية، ويعود الفضل في ذلك إلى الوعي بأن مستقبل لا يمكن أن يعتمد بشكل حصري على النفط."
ويضيف الخبير الامريكي " علاوة على ذلك، أظن أن ولي العهد، الذي أسس مؤسسة مسك لزراعة فن التعلم والمجتمع القائم على المعرفة، أحسن قراءة مزاج الشباب السعودي وتأكد من رغبته وإستعداده للتغيير... ورأى الإمكانيات التي يمكن استخلاصها من تواصل الوضع الراهن على ماهو عليه."
ويشير دينيس روس أنه لاحظ أثناء زيارته لمركز المحكمة الملكية للدراسات والشؤون الإعلامية،أن استطلاعات واسعة حول المواقف داخل المملكة،ان وضع المرأة يشهد تغييرا كبيرا.
ويتذكر روس انه عندما تحدث إلى أحد كبار المسؤولين السعوديين عن إبنته البالغة من العمر 16 عاما، شعر بإحساس الفخر الواضح الذي شعر به في قوله "إنها تعتقد أنها تستطيع أن تفعل أي شيء الآن".
واوضح الباحث الامريكي"نحن في الولايات المتحدة نملك حصة هائلة في نجاح إصلاحات ولي العهد، حيث بإمكاننا إستغلال زيارته المرتقبة لواشنطن التي ستستمر مدة ثلاثة أسابيع فرصة لتاكيد إلتزام أمريكا بمساعدة السعودية على ضمان نجاح إصلاحاتها ."
وختم روس بالتأكيد على أن ولي العهد قائد ثوري سيشعر كل العالم بنجاح إصلاحاته، مشددا على أن الضرورة الملحة تقتضي مساندة واشنطن لاصلاحاته من خلال السماح لمزيد من الطلاب السعوديين بالمجيء و متابعة دراساتهم في الجامعات الامريكية وبأن يوفر المدونون أو الصحفيون الذين ينتقدون المملكة، جهودهم لدعم وخلق الأجواء التي تعزز الابتكار والإبداع في قطاع التكنولوجيا الفائقة و الاستثمار والتعاون الثنائي بين البلدين.